حوالى عام ونصف منذ أول أخبار عن كوفيد19 ، ولا يزال الفيروس يحمل مزيجا من الغموض والخوف وتتداخل المعلومات حوله وتتداخل، وتختلف مع مرور الوقت.
عندما ظهر فيروس كورونا، تعامل معه العالم على أنه تكرار لفيروسات أنفلونزا الطيور والخنازير، وأنه سوف يأخذ أياما وينتهى، لكن ما حدث أن العالم دخل فى عزل وحظر وعزلة، ثم إن المعلومات التي أعلنت فى بداية الفيروس اختلفت، فقد ظهرت نظريات وافتراضات عن البلازما والمناعة.
وبالرغم من كل الأوراق والأبحاث التى تمت على الفيروس، لا يزال يحمل الكثير من الغموض والتفاصيل الغائبة، بما يعيدنا الى ما سبق وطرحه بعض علماء الذكاء الاصطناعى قبل شهور، عندما أعلنوا أن هناك ما يسمى فيروس المعلومات الذي يظهر متوازيا مع فيروس كورونا، فقد تراكمت الأوراق البحثية والدراسات لدرجة أنها صنعت نوعا من التشويش جعل من الصعب التفرقة بين الحقيقي والخيالي فيما يتعلق بالفيروس.
وكان خبيرا الذكاء الاصطناعي البروفيسور جانيش مانى، من جامعة كارنيجى ميلون، والدكتور توم هوب من معهد «آلن» للذكاء الاصطناعى، نشرا ورقة فى مجلة علم البيانات Patterns: «طالبا باستخدام الحاسب فى تصنيف 8000 ورقة علمية حول فيروس كوفيد 19، خلال الأشهر السبعة الأولى، تتنوع بين مجالات الطب والبيولوجيا والكيمياء تتضمن تضاربا بين الأوراق وبعضها، ومنها ما هو موثوق، أو غير موثوق، وأن كثرة الأوراق وتناقضها من شأنه أن يضاعف الغموض، حول مستقبل تفهم الفيروس، واقترح الباحثان استخدام الذكاء الاصطناعى لتلخيص وجمع الأبحاث بشكل يسهل اكتشافها.
التناقض يحدث في كل ما يتعلق بالفيروس، ففى حين ترتفع الإصابات والوفيات، تختلف تفسيرات بين من يقول أنها الموجة الثالثة أو الرابعة، ومن يؤكد أنها الثانية، بينما بعض العلماء قالوا إن الفيروس موجة واحدة وانه لم يختف ليعود ويظهر.
وللافت للنظر أن وزارة الصحة واللجنة العلمية في مصر أعلنوا من يناير الماضي توقعات بارتفاع الإصابات خلال شهري مارس وإبريل، وهو ما حدث بالفعل، وبالرغم من تحذيرات الحكومة بالإجراءات الاحترازية، هناك اختلاف في مدى الالتزام، استنادا لآراء متناقضة حول العدوى والشفاء، فضلا عن موقف من اللقاح. ولا تزال أعداد التسجيل فى موقع تلقى اللقاحات أقل من المتوقع فلم تتجاوز مليونا من بين 38 مليونا يفترض أن يتلقوا اللقاح.
اللافت للنظر انه بالرغم من أن دولا كثيرة أعلنت انها لقحت مواطنيها، لا تزال اللقاحات تخضع لتقييم علمي عن مدى فاعليتها، ولم يعد اللقاح مرتبطا بالوقاية الكاملة، وبالتالي لا يتوقع أن يكون اللقاح نهاية للفيروس، ولكن عامل مساعد لخفض نسب العدوى تقليل الأعراض المميتة، وتظل أخبار اللقاحات بين التفاؤل والتشاؤم، مع استمرار نوع من الغموض حول التعامل مع الفيروس المحير، الذي يواصل التوغل في العالم، مهددا أرواح وصحة الملايين. وان مناعة ما بعد اللقاح لن تكون أبدية، وهو ما يجعل اللقاح موسميا.
كل هذه الشهور تغيرت نظريات وافتراضات، عن موعد اختفاء الفيروس، او دور البلازما، او عدم تكرار العدوى، ويتواصل الفيروس بشكل يضاعف من الغموض حول مستقبله.