تمر اليوم الذكرى 1380 على فتح المسلمين لمصر فى 16 أبريل من عام 641م، الموافق 22 هـ، إيذانا ببداية الدعوة الإسلامية فى مصر، وذلك فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ثانى الخلفاء الراشدين، وذلك بعد اقترح من عمرو بن العاص، بعد تمكن المسلمين من فتح الشام وبيت المقدس، وكان سقوط حصن بابليون "آخر معاقل الدولة البيزنطية".
والحقيقة أن ذلك التاريخ هو بداية تأريخ ومرحلة كبيرة من تاريخ وحضارة المصريين، انتهت بها عصر الدولة البيزنطية والحكم الرومانى لمصر، وبدأ حكم العرب والمسلمين بقيادة عمرو بن العاص، ولأن هذا التاريخ هو بداية مرحلة مصر الإسلامية ودخول الإسلام لأفريقيا، فالعديد من الكتب التاريخية التراثية تناولت سيرته منها:
الخطط المقريزية
يعد كتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" المعروف بالخطط المقريزية، أحد أهم الموسوعات التاريخية عن مصر، من تأليف أحمد بن على بن عبد القادر أبو العباس الحسينى العبيدى، تقى الدين المقريزى (المتوفى: 845هـ).
والكتاب يعد أحد مفاخر التراث العربى، فهو أشمل وأوسع كتاب كتب عن مدينة إسلامية تناول فيه مؤلفه بطريقة تدعو إلى الإعجاب الظواهر التاريخية والعمرانية والطبوغرافية للمدينة، والكتاب يؤرخ فيه لتاريخ مصر خلال الفترة الممتدة من سنة عشرين للهجرة النبوية الشريفة وحتى سنة ست وتسعمائة، متكلما عن نيلها العظيم وأثره فى حياة مصر، وطقسها ومناخها، وكيفية إنشاء كل من مصر والقاهرة ودروبها وأزقتها وخاناتها وخلجانها وجسورها وملوكها وسلاطينها وجوامعها وعقائدها ودياناتها ومدارسها وأوقافها وغير ذلك مما يتعلق بمصر إلى بدايات القرن العاشر الهجرى.
النجوم الزاهرة
يعد كتاب "النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة" المراجع التاريخية الخاصة بالمشرق العربى ومصر، التى تتناول تاريخ مصر منذ الفتح العربى على يد عمرو بن العاص، خاصة فى العصر الوسيط الذى عاش فيه المؤلف، ابن تغرى بردى (813 هـ - 874 هـ)، ويقع فى 16 جزء.
والكتاب يضم تاريخ مصر: من الفتح الإسلامى إلى الدولة الأشرفية؛ أى من سنة (20 - 872) هـ، وفيه تراجم من عاشوا فى هذه الحقبة من الزمن، وهو مرتب على السنين لا على حروف المعجم، وقد ذكر فيه من ولِى مصرمن الملوك والسلاطين والنواب مفصلاً، مع ذكر ملوك الطوائف مجملاً، آتيًا فى كل سنة على ما وقع فيها من الحوادث المهمة، مترجمًا لمن توفى فيها من رجالات الإسلام ترجمة موجزة.
فتوح مصر وأخبارها
يعد أول الكتب التى أُلفت فى تاريخ الفتح العربى لمصر الفه المؤرخ عبد الرحمن بن عبد الحكم، يتكون الكتاب من سبعة أجزاء، وهو أحد المصادر التاريخية التى المصرى قبل وإبان الفتح الإسلامى.
ويتناول الكتاب أهم الأحداث التاريخية التى تعاقبت على مصر ولمحة عن أهم المنعطفات التاريخية الهامة منذ نزول نبى الله إبراهيم عليه السلام، وأمر النبى يوسف، ودخول أهله ووفاة النبى يعقوب ودفنه، وسيرة ملوك مصر بعد زمن النبى يوسف، وخروج بنى إسرائيل من مصر. ويذكر بناء الإسكندرية، ووصية النبى "ص" عن القبط وبعض فضائل مصر، ويتناول سبب دخول عمرو بن العاص مصر، وحفر خليج أمير المؤمنين، ووصية عمرو بن العاص عند موته، فضلا إلى ما يتعلق بمصر من أحداث وفتح الأندلس.
بدائع الزهور
يعد كتاب بدائع الزهور فى وقائع الدهور، للمؤرخ المصرى محمد ابن إياس الحنفى القاهرى (1447 – 1522)، أحد أهم وأكبر الكتب التاريخية فى التاريخ العام وتاريخ مصر بشكل خاص "واستهله مؤلفه بذكر قصص الأنبياء ومبدأ الخليقة، وأخبرنا أنه أختار طرائف القصص وشواردها.
ويذكر الكتاب قصص الأنبياء ومبدأ الخليقة، وأخبرنا أنه أختار طرائف القصص وشواردها، مكتفيا بما ورد منها فى مضآن التاريخ الأخرى وأختار غرائبها لتكون سلوى للمسلم وجمعا لها خوفا من ضياعها، وفعلا كان هذا القسم منه محط إهتمام المطابع ومحط إعجاب القراء المبتدأين لما يحويه من غرائب وعجائب، وهذا القسم له وينسبه البعض للسيوطى خطاءً، والقسم الأهم والجاد والرئيس فيه تاريخ مصر من بداية التاريخ إلى سنة 1522، ويعطى أهمية لتاريخ مصر والدولة المملوكية فى أواخر عصرها وبداية حكم الدولة العثمانية، ويعتبر ابن إياس من المؤرخين القلائل الذين عاصروا دخول العثمانيين مصر وكتب عنها، وعن فترة حكم الدولة العثمانية، ووصف أحوال مصر السياسية والعسكرية والإدارية والقانونية والاقتصادية والثقافية والفنية والمعمارية، وحكى عن الأعياد وعادات المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة