إن لله تعالى فى أيامه نفحات، فما أحوجنا إلى نفحات هذا الشهر الفضيل، لأنه عطاء ربانى تزيد فيه الحسنات والبركات، وتتنزل فيه الرَّحمات، وتغفر فيه الذُّنوب والسَّيئات، وفى ظل مواصلة حلقات "نفحات رمضانية" نتحدث اليوم عن عظمة وأهمية صلاة الفجر، وخاصة في رمضان المعظم، لما فيها من أجر عظيم، وفضل كبير، وبركة فى الرزق، فمن صلّاها نجح وفاز ومن غفل عنها خاب وخسر.
وجمال وعظمة هذه الصلاة، إنها خير من الدنيا؛ وذلك لعظم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد ورد عن نبينا الكريم، حين قال صلى الله عليه وسلم، "ركعَتا الفَجْرِ خير مِنَ الدنيا وما فيها".
بل أن من أفضالها أنك تشترى بها الجنة، وتنجو بها من النار، حيث يقول الرسول الكريم "من صلى البردين دخل الجنة" والبردان، هما الفجر والعصر، وقال أيضا، "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعنى الفجر والعصر»
وما يزيد عظمة وفضل هذه الصلاة، أن أهل الفجر فى ذمة الله وحفظه، فقد قال الرسول الكريم "صل الله عليه وسلم"، "من صلى صلاة الصبح فهو فى ذمة الله".
لذا .. علينا ونحن في هذا الشهر الفضيل، أن لا نضيع فضل صلاة الفجر وما بها من نفحات ربانية، فهى مجتمعًا للملائكة، ومحفلاً من محافل الخير والطاعة والعبادة، حيث قال نبينا الكريم، "من توضأ ثم أتى المسجدَ فصلَّى ركعتين قبل الفجر، ثم جلس حتى يُصلي الفجر، كُتبت صلاته يومئذ فى صلاة الأبرار، وكُتِب في وفد الرحمن".
وإذا كان الحفاظ على النفس يسبق أداء الفريضة، نقول فى ظل التخوفات من زيادة معدلات الإصابة بكورونا وفى ظل الطقوس الرمضانية المحببة عند البعض في هذا الشهر الكريم، ونحن نبحث عن نفحات ربانية، علينا أن لا ننسى الأخذ بأسباب الوقاية والسلامة باتباع الإجراءات الاحترازية، من باب حماية النفس والإحسان، لقوله تعالى: "وَلَا تُلقوا بأيديكم إلى التَّهلكة وأحسِنوا إن الله يحب المحسنين".
ونختتم حلقة اليوم، بدعاء الفجر كما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه - فيما رواه البخارى، "اللهم أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».. وإلى لقاء أخر في حلقة أخرى من نفحات رمضانية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة