كشفت أكبر دراسة من نوعها فى المملكة المتحدة صادرة عن جامعة كامبريدج عن الاختلافات فى الاستجابة المناعية لفيروس كورونا، ولماذا يتعرض الأشخاص لأعراض خفيفة خلال رحلة الإصابة، بينما قد يتعرض آخرون لرد فعل أكثر خطورة للفيروس، طبقا لما ورد في موقع ميديكال إكسبريس.
وركز الباحثون على دراسة الاستجابة المناعية التى يمكن أن يساعد فى تفسير التهاب الرئة الخطير وأعراض تخثر الدم، ويمكن استخدامها لتطوير العلاجات لإنقاذ المصابين.
كورونا
واعتمدت الدراسة على فحص الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض، فى بادئ الأمر، لفهم كيفية استجابة الخلايا المناعية المختلفة للعدوى، حيث أجرى الباحثون تسلسل خلية واحدة من نحو 800 ألف خلية مناعية فردية، إلى جانب تحليل مفصل لبروتينات سطح الخلية ومستقبلات المستضدات الموجودة في الخلايا المناعية في الدم، ليكشفوا عن اختلافات في أنواع متعددة من الخلايا المناعية التي تشارك في استجابة الجسم للفيروس.
وتوصل باحثون إلى أن الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض نظرا لأنهم لديهم ارتفاع فى مستويات الخلايا البائية التى تنتج الأجسام المضادة الموجودة فى الممرات المخاطية، مثل الأنف، لذا قد تكون هذه الأجسام المضادة أحد خط دفاعنا الأول ضد الفيروس، في حين اختفت هذه الخلايا البائية الواقية لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض خطيرة، مما يشير إلى أهمية وجود استجابة مناعية فعالة مرتبطة بالأجسام المضادة فى الأنف والممرات المخاطية الأخرى.
واكتشف الباحثون أنه فى حين أن المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة، لديهم مستويات عالية من الخلايا البائية والخلايا التائية التي تساعد في مكافحة العدوى، فإن أولئك الذين يعانون من أعراض خطيرة قد فقدوا العديد من هذه الخلايا المناعية، مما يشير إلى أن هذا الجزء من الجهاز المناعي عاجزا عن دوره فى الأشخاص المصابين بأعراض شديدة.
وفي حين كشفت الدراسة عن أسباب إصابة بعض المرضى بمضاعفات خطيرة تصل إلى حدوث الجلطات والتهاب الرئتين، حيث تبين أن هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أعراض أكثر خطورة تؤدي إلى دخول المستشفى، لديهم ارتفاع قياسى في الخلايا الوحيدة والخلايا التائية القاتلة، والتي يمكن أن تؤدي المستويات العالية منها إلى التهاب الرئة، وزيادة في مستويات الخلايا المنتجة للصفائح الدموية، والتي تساعد الدم على التجلط.
وتستهدف الدراسة تفسير الاستجابات المناعية للمصابين من فيروس كورونا، وكيف يتم تفاعل الجهاز المناعي مع العدوى، وتفسير العديد من الأعراض الخطيرة المرتبطة بكوفيد مثل التهاب الرئة والجلطات الدموية.
وأظهرت الدراسة أن الجهاز المناعي يتكون من مجموعات مختلفة من الخلايا المناعية التى تعد كلمة السر درجات الإصابة بين المرضى.
جدير بالذكر أن الوباء العالمى تسبب حتى الآن في وفاة الملايين والعديد من الإصابات فى جميع أنحاء العالم، حيث تتباين الأعراض بشكل كبير من حيث الشدة، ويمكن أن تتراوح من سعال خفيف إلى ضائقة تنفسية شديدة وجلطات دموية وفشل فى الأعضاء يصل إلى الوفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة