عادت مؤشرات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19) المنتشر في جميع أنحاء العالم، ترتفع من جديد، حيث وصلت أعداد المصابين حول العالم إلى 150 مليونًا، حسب منظمة الصحة العالمية، وفي مصر -وحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة- تم تسجيل 1011 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
وبكل تأكيد فإن المواطن المصري سبب رئيسي في ارتفاع الأعداد بهذا الشكل، نتيجة تصوره أنه بوجود اللقاح سيختفي الفيروس اعتقادًا منه أنه علاج وليس للوقاية أو تخفيف أعراض الإصابة بكورونا، لا قدر الله، فقرر التخلص من جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا الفيروس اللعين.
ولاحظت في الآونة الأخيرة أن هناك عددًا كبيرًا جدًا من المواطنين لا يلتزمون بارتداء الكمامة حتى في المواصلات العامة، فعلى سبيل المثال: في الحي الذي أقطن به عندما أسير في الشارع لا أرى أحدًا يرتدى الكمامة إلا نادرًا، وقد ينظر إلي البعض باستغراب شديد من ارتدائي للكمامة، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتطوع أحد كنوع من الفكاهة بسؤالي: "انت ليه لابس الكمامة؟"، وبطبيعة الحال وعدم تحمل التهريج في مثل هذه الأوضاع أنظر إليه بابتسامة باهتة وكأنني أحمله ذنب عدم إحساسه بالمسئولية.
كما أجد أيضًا الناس ينظرون إلى من يقوم بتعقيم نفسه سواء بعد مصافحته لأحد أو عند دخول منزله باستغراب ونظرات يشوبها الاستغراب، كما أنهم لا يتركون الأمر يمر مرور الكرام، بل يقومون بوضع لمساتهم، فيهمهمون: "الحقوا بيتعقموا"، والحقيقة أنني أحيانًا لا أستطيع تحمل جهلهم بالأمر ومدى خطورة الموقف، فهذا يثبت أنهم لا يفقهون شيئًا رغم اتساع مدى التوعية من خلال الإنترنت والقنوات الفضائية والإذاعة والصحف في الوقت الحالي، فأريد تنبيههم أنهم يجب أن يعوا أن ارتفاع أعداد المصابين يؤدي إلى إرهاق مؤسسات الدولة، كما أنه يعرض الاقتصاد للخطر، وبالتالي فإن ذلك الأمر سيؤثر في كل مواطن، كما أن الدولة تعمل بكل طاقتها لمواجهة المرض ويجب علي كل فرد منا المشاركة في ذلك.
أود أن يأخذ الجميع ذلك الأمر على محمل الجد، فمن الغريب استمرار جلوس المواطنين متجاورين على المقاعد دون تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي، وكذلك "شرب الشيشة" وتبادلها بين جميع الجالسين وكأنه تم القضاء على الفيروس في العالم، والأكثر إثارة للتعجب أن معظم من يجلسون على المقاهي من المتعلمين الذى يتمتعون بالوعي والثقافة ويطلعون ويستعرضون ما يحدث في العالم من خلال أجهزتهم المحمولة بكل سهولة، نتيجة التقدم التكنولوجي الذي جعل الفرد شريكًا في كل حدث "أون لاين"، لذلك يجب أخذ الحذر والتعامل مع الآخرين على أنهم مصابون مثل الذى يقود سيارته معتبرًا أن من حوله لا يستطيعون القيادة بشكل جيد، وذلك حتى يأخذ حذره بشكل كامل وعدم حدوث أي تصادم لا قدر الله، وقياسًا على ذلك فمن الضروري أن نعي أن الخطر لا يصيب الآن فردًا واحدًا، بل ينقل العدوى إلى باقي أفراد أسرته فتتسع البؤرة وتبلغ ذروتها، لذلك أقول "اتقوا الله في أنفسكم"، واللهم احفظ بلادنا.. تحيا مصر.