استطاع مسلسل "الاختيار 2" أن يثبت نجاحه للمرة الثانية بعد نجاحه في المرة الأولى في تجسيد بطولات جيشنا المصري العظيم، الذي يضحي من أجل مصر، وما نشاهده خلال شهر رمضان الكريم من رصد لتضحيات رجال الشرطة البواسل، وتحديدًا ما تم وشاهدناه خلال حلقة أمس، وقد نقلت لنا أحداث فض اعتصام رابعة، وما حدث في جميع المحافظات آنذاك، جعلنا نتذكَّر قول الله تعالى: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.
وما جسَّده مسلسل "الاختيار 2" خلال حلقة أمس جعل كل واحد منا يعيش داخل الأحداث، ويرى بشاعة تلك الجماعة الإرهابية ومن ينتمون إليها، فهؤلاء لا يعرفون حقيقة الدين الإسلامي الصحيح، الذي يدعو للتسامح والمحبة، لا لقتل وسفك دماء رجال جنَّدوا أنفسهم لحماية هذا الوطن سواء من الضباط أو الجنود، الذين هم في الأصل من أولادنا وإخوتنا وآبائنا، فلا يوجد عائلة إلا وبها ضابط أو جندي، وقد نسي أو تناسى هؤلاء الإرهابيون قول الله (عز وجل): ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]، وما فعله هؤلاء ولا يزالون كان المراد به تخريب البلاد حبًّا في السلطة لا الوطن وترابه.
كما رأينا كذب الجماعة الإرهابية التي كانت تؤكِّد وقتها أن الاعتصام سلمي ولا يوجد سلاح داخل رابعة، ولكن عندما طالبت قوات الشرطة المعتصمين بالفضِّ وتعهَّدت بعدم التعرض لأي شخص على الإطلاق، وتفاجأ رجال الشرطة بالرصاص ينهال عليهم ويسقط العديد من الشهداء، وهذا يذكرنا بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر"، فكل ما ذكره رسولنا الكريم هو ما فعله الجماعة الإرهابية داخل اعتصامها.
من منا وهو يشاهد أحداث المسلسل الذي نقل ما حدث في قسم كرداسة لم ينخلع قلبه على أبرياء كُتِبَ عليهم الله أن يكونوا حماة للوطن؟! من منا لم يغلِ الدم في عروقه عندما تم تجسيد ما قامت به المرأة الوحيدة المتورِّطة في أحداث قسم كرداسة الإخوانية "سامية شنن" منعدمة الرحمة، التي لا تعرف قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَومَ خَلَقَها مِئَةَ رَحْمَةٍ، فأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وتِسْعِينَ رَحْمَةً، وأَرْسَلَ في خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً واحِدَةً، فلوْ يَعْلَمُ الكافِرُ بكُلِّ الذي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْأَسْ مِنَ الجَنَّةِ، ولو يَعْلَمُ المُؤْمِنُ بكُلِّ الذي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ العَذابِ لَمْ يَأْمَن مِنَ النَّارِ"، رواه أبو هريرة رضي الله عنه.
ما رأيناه عبر أحداث المسلسل منذ انطلاقه أول أيام الشهر العظيم وحتى أمس، يؤكد لنا أن مصر بها رجال يعملون في الظل من أجل هذا الوطن، حاملين أسلحتهم في وجه المتعدِّي والمخرِّب، وليس لقتل الأبرياء مثلما فعلت وتفعل الجماعة الإرهابية، التي غسلت عقول كثير من الشباب من أجل مصلحتها الخاصة، وقد تبيَّن أن كل ما كانوا يريدونه هو نهب مصر وليس كما يدَّعون "نحمل الخير للجميع".. حفظ الله رجال الشرطة والجيش.. تحيا مصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة