تستعد مصر لحدث جليل يترقبه العالم أجمع، وهو الموكب الملكى للمومياوات المصرية القديمة، فما نراه من استعدادات الدولة متمثلة فى وزارة السياحة والآثار لـ "الرحلة الذهبية" التى تنطلق يوم 3 أبريل المقبل، لنقل 22 مومياء لملوك مصر القدماء، فى موكب مهيب من المتحف المصرى بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومى للحضارة المصرية، على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، يدل ويؤكد على أننا تغيرنا كثيرا ونجحنا فى استغلال الأحداث لتخرج من عباءة المحلية إلى العالمية بكل تميز وفخر.
فمنذ أن تم وضع مشروع نقل المومياوات الملكية إلى المتحف القومى للحضارة، وجميع أجهزة الدولة تعمل بلا كلل وبلا ملل وبلا تكاسل وبلا تهاون، فالجميع يعلم أهمية هذا الحدث الكبير، الذى أصبح مثار اهتمام العالم كله، فرأينا المتحف المصرى استعد لتهيئة المومياوات حسب الطرق العلمية الحديثة على أيدي أطباء الحضارة المصرية من المرممين، لتأخذ محافظة القاهرة على عاتقها تهيئة وتمهيد الطرق وتوحيد واجهات العمارات التى يمر أمامها الموكب على يد مهندسين وعمال مهرة، ليقوم بالتالى المتحف القومى للحضارة بتنفيذ أكبر قاعات عرض تليق بالملوك المصرية القديمة وهى قاعة "المومياوات الملكية" على يد خبراء كبار.
لقد أصبحت الدولة لها عقل يفكر ويدبر ويخطط ويد تنفذ بطريقة صحيحة، مستغلة تاريخها وحضارتها وكنوزها لتوظيفها بما يليق بسمعة مصر المحروسة، ليرى العالم موكباً عظيماً لملوك حفروا أسماءهم وإنجازاتهم فى التاريخ، فنرى 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات وهم: "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى".
ونتيجة لذلك أصبح هناك تسابق من جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وذلك حسب ما ذكره الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، أن الوزارة تلقت 200 طلب من القنوات الأجنبية لتصوير عملية نقل المومياوات للمتحف على الهوا مباشرة، وهذا ما يجعلنا نقول إن ما قامت به الدولة خلال فترة الاستعدادات منهج واستراتيجية لكل مشروع قومى مصرى، وكانت نتيجته هو النجاح قبل حتى أن يتم تنفيذه على أرض الواقع، فكل العالم يكتب والكل ينتظر ويترقب هذا الحدث العظيم الذى ستزلزل به مصر أنحاء العالم.
بطبيعة الحال لا يتوقف الحدث عند الدعاية الترويجية وحدث مرور الموكب فقط ولكن أثره يمتد عبر التاريخ، فما سنراه فيما بعد الموكب هو سباق على حجز الرحلات السياحة إلى مصر لرؤية الملوك المصرية فى مكانها الجديد داخل قاعة ضخمة بالمتحف القومى للحضارة مما سيحدث حالة من التنشيط السياحى الكبير والذى سيعود بالتالى على المواطنين من خلال تحسين الطرق وزيادة السلع الغذائية وإنشاء الكبارى، ورفع مستوى المعيشة فى مصر.. تحيا مصر.