هنا قلب صحراء الشلاتين حيث المساجد بلا جدران أو سجاد.. أهالى جبل حمرا دوم ينحرون الذبائح تحت مسمى "الكرامة" فى مناسباتهم المختلفة.. ويؤكدون: مناطقنا مفتوحة وآمنة وكورونا لا يعرف طريقه إلينا.. صور

وسط الطبيعة الخلابة والصحراء المتباعدة الاطراف التي يقطنها تجمعات من أبناء قبائل البشارية والعبابدة سعيا وراء العشب والمراعي لترعي أغنامهم وإبلهم ويكسبون رزقهم من تجارتها، لم يكف أهالي تلك المناطق البعيدة في قلب الصحراء الشرقية عن عبادة الله واقامة الصلوات رغم قلة المياه وعدم وجود مساجد في الأماكن التي يتنقلون اليها بحثا عن المراعي، وقاموا بإنشاء بما يسمي من مساجد الصحراء ويتركوها عند رحيلهم لعابر السبيل والراعي من بعدهم للصلاة فيها .

وينحر أهل البادية من قاطني المناطق البعيدة في الصحراء الشرقية الذبائح في المناسبات المختلفة الزواج والمولود الجديد ويطلقون علي تلك الوليمة او الذبيحة بالكرامة ويقومون بدعوة الأهل والاصدقاء من الأودية والمناطق المختلفة لتناول الطعام سويا وذلك بركة وتقربا الي الله . 

يقول آدم سعد الله، من أهالي مدينة الشلاتين ومن قبلية العبابدة أن أهالي منطقة جبل حمرا دوم دعوا الأهل والأصدقاء لتناول كرامة عندهم في مناسبة ما واقاموا الصلاة في احدي مساجد الصحراء المنتشرة في المنطقة والتي عبارة عن مكان محدد بالأحجار ىالطوب يصلون فيه فروضهم الخميس وعند السعي وراء الرعي والعشب يترك للعابر والراعي من بعدهم والمار في تلك المنطقة.

وأضاف ابن قبيلة العبابدة ومن المهتمين بتراثها، أن مساجد الصحراء سجادها الرمال ولا جدران لها ولا يعرف فيروس كورونا طريقا للمصلين فيها نسبا لموقعها في قلب الصحراء المفتوحة ومساحتها الواسعة التي لا تحبر المصلين بالقرب من بعضهم البعض حيث ان تلك المناطق التي يتم تحديدها لاقامة الصلوات فيها معروفة لاهل الصحراء وهناك مساجد تسمي باسم تلك المناطق.

وأوضح أن في منطقة حمرا دوم حدد الأهالي مكان كبير لإقامة الصلوات فيه يخلعون نعالهم واحذيتهم بخارجه احتراما لمكان العبادة رغم إنه لا جدران له ولا سجاد فيه، ويقومون صلاتهم وما من عابر سبيل يمر بها إلا أدي فروضه فيها وهناك الكثير من أهل البادية من يتركون القليل من الماء بالقرب من مساجد الصحراء لاستخدامها في الوضوء إذا تواجد الماء بكثرة والا فتيمم.

وكشف أن هناك الكثير من الأودية التي بها تلك المساجد وتقام تلك المساجد فى منطقة سهلة أى ممهدة وتحدها الأحجار لتعريف تلك المكان أنه حدد للصلاة وتعتمد فى تحديد القبلة على خبرات أهل الصحراء ودرايتهم بتحديد وقراءة النجوم والآخر يحددها لاتجاهات شروق الشمس.

وتابع: أن فى أغلب الأمور تقام مساجد الصحراء بالقرب من أماكن تواجد الآبار أو مصدر للمياه لتستخدم فى الوضوء خلال الصلاة، وانها علامات مميزة بالاودية الجبلية المختلفة والمناطق الصحراوية المفتوحة مثل منطقة جبل حمرا دوم جنوب غرب الشلاتين .