يستعد غدا ممثلون عن القوى العالمية أو مجموعة (5+1) وهى الدول الموقعة على خطة العمل المشتركة مع إيران JCPOA المعروف بالاتفاق النووى المبرم فى 2015، للمشاركة فى اجتماع تستضيفه العاصمة النمساوية فيينا غدا الثلاثاء، وذلك بمشاركة أمريكية للمرة الأولى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق فى عهد الرئيس السابق ترامب 8 مايو 2018، من أجل "عودة مشتركة" بحسب التعبير الأمريكي للاتفاق ، بعد انسحاب واشنطن منه، وانتهاك إيران لبنوده.
وعشية الاجتماع الذى قد تشكل أول مسار لمفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، بعد أن رفض المرشد الأعلى ووزير الخارجية جواد ظريف لقاءات مباشرة مع الأمريكيين، بعث وزير الخارجية الإيراني رسالة غير مباشرة لواشنطن عبر التأكيد على ضرورة "إلغاء كامل العقوبات الأمريكية تماما وبشكل يمكن لإيران التحقق منه"، خلال اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني، دومينيك راب.
كما طالب مهندس الاتفاق النووى، الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاق النووي بأن تلتزم بتعهداتها في الاتفاق وأن تتخذ موقفا بناء خلال الاجتماع المرتقب في فيينا، بحسب وكالة إيرنا، وأكد راب أن "بلاده ستبذل جهدها لإنجاح هذه المفاوضات".
كما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، على أن بلادهلم ولن تجري حوارا مباشرا أو غير مباشر مع الولايات المتحدة، فى فيينا ولا فى أى مكان آخر، مشدد عى رفع جميع العقوبات، مقابل وقف إجراءات خفض الالتزام ببنود الاتفاق النووى.
في غضون ذلك، أكد مساعد وزارة الخارجية الإيرانية للشئون السياسية، عباس عراقجي، أنه لا نية لعقد مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة خلال المحادثات المقررة بعد غد الثلاثاء في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني. وقال إن المباحثات ستتم مع الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي.
ورغم نفى ايران اجراء مباحثات غير مباشرة، إلا أن مصدر دبلوماسي أوروبي قال "ستكون إيران والولايات المتحدة في المدينة نفسها، لكن ليس في الغرفة نفسها". وذكر دبلوماسي غربي أنه سيجري اتباع أسلوب الدبلوماسية المكوكية.
من جانبه دعا وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، إيران، إلى أن "تكون بنّاءة" فى المحادثات التى ستجرى فى فيينا بوساطة أوروبية فى محاولة لإنقاذ الاتفاق الدولى حول الملف النووى الإيراني.
وذكرت قناة (فرانس 24) أن الوزير لودريان أجرى محادثة مع نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف و"رحّب بالاستئناف المرتقب للمحادثات فى فيينا حول الملف النووي" كما "حضّ إيران على أن تكون بنّاءة فى المحادثات" فى سبيل "تحديد الإجراءات اللازمة فى الأسابيع المقبلة من أجل العودة الكاملة إلى الالتزام بالاتفاق النووي".
وشدّد لودريان على أن "فرنسا ستشارك بطريقة براجماتية ومتطلبة فى نفس الوقت".
وأضاف أنه "فى سياق يظهر فيه الجميع استعدادهم لإجراء هذه المفاوضات بحسن نية، بهدف التوصل إلى اتفاق سريع، دعوت إيران إلى الامتناع عن أى انتهاك آخر لالتزاماتها الحالية فى المجال النووى يمكن أن يقوض زخم استئناف المحادثات".
وستشارك بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا في محادثات فيينا، وهي الدول التي بقيت منضوية في الاتفاق وداعمة له.
وقبل أيام رفضت إيران مقترحا أمريكا برفع العقوبات "خطوة بخطوة" وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده إن "السياسة النهائية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي رفع جميع العقوبات الأمريكية".
وتصرّ طهران قبل اتخاذ أية خطوة للوراء وايقاف تخصيب اليورانيوم بكمية أعلى مما هو منصوص عليه فى الاتفاق، على ضرورة رفع واشنطن عقوبات دولية كانت إدارة ترامب قد فرضتها، فى الوقت نفسه تقول للأطراف الأوروبية أنه لم يعد هناك المزيد من الوقت أمام فريق الرئيس حسن روحانى المحسوب على المعتدلين، حيث تدق الانتخابات الرئاسية أبواب إيران 18 يونيو المقبل.