استبقت إيران محادثات فيينا النووية المرتقبة اليوم، الثلاثاء، مع القوى العالمية بمشاركة الولايات المتحدة، بالاعلان عن اختبار جهاز حديث للطرد المركزي من جيل IR9، وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي"بدأنا مرحلة الاختبار الميكانيكي لأجهزة طرد مركزي متطورة من طراز IR9 التي صنعت محليا".
وأضاف بحسب وكالة إيرنا، يوم الخميس المقبل وبمناسبة يوم الصناعة النووية سيتم الكشف عن 133 إنجازاً في الصناعة النووية 40 منها فى مجال التخصيب، وذلك بحضور الرئيس حسن روحاني ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي.
كما أعلنت وزارة الخارجية الايرانية في بيان اليوم الثلاثاء، أن من أهم القضايا المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الـ 18 للجنة المشتركة للاتفاق النووي، إجراء مشاورات فنية في اطار جلسات الخبراء وفي مجالي رفع الحظر والقضايا النووية، ويترأس نائب وزير الخارجية الإيرانى للشؤون السياسية عباس عراقجي، الوفد الإيراني المفاوض، ويرافقه ممثلون من البنك المركزي ووزارة النفط ومنظمة الطاقة الذرية.
وأضافت الخارجية الإيرانية أنه لن يحضر أي ممثل للولايات المتحدة اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي أو اجتماعات الخبراء في فيينا ولن تكون هناك محادثات مباشرة او غير مباشرة مع الجانب الامريكي.
كما قالت الخارجية الإيرانية أنها تعتبر إعلان واشنطن عشية الاجتماع استعدادها لإعادة النظر في بعض العقوبات موقفا "واعدا"، وقالت واشنطن أنها مستعدة باعادة النظر بقسم من العقوبات المفروضة على إيران إذا ما التزمت الأخيرة بنص اتفاق 2015، في أول تقدم ملحوظ على هذا الصعيد.
وتتجه اليوم الأنظار إلى العاصمة النمساوية والتى تستضيف اجتماعا بين إيران ومجموعة (4+1) وهى الدول الموقعة على خطة العمل المشتركة مع إيران JCPOA المعروف بالاتفاق النووى المبرم فى 2015، وسط حضور أمريكي للمرة الأولى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق فى عهد الرئيس السابق ترامب 8 مايو 2018، من أجل "عودة مشتركة" بحسب التعبير الأمريكي للاتفاق، بعد انسحاب واشنطن منه، وانتهاك إيران لبنوده.
من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي مع إيران، لمحاولة إنقاذ الاتفاق. والهدف من المشاورات هو تمهيد الطريق أمام الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق 2015 وتحفيز إيران على الامتثال له مرة أخرى.
وأمس بعث وزير الخارجية الإيراني رسالة غير مباشرة لواشنطن عبر التأكيد على ضرورة "إلغاء كامل العقوبات الأمريكية تماما وبشكل يمكن لإيران التحقق منه"، خلال اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني، دومينيك راب.
وطالب مهندس الاتفاق النووى، الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاق النووي بأن تلتزم بتعهداتها في الاتفاق وأن تتخذ موقفا بناء خلال الاجتماع المرتقب في فيينا، بحسب وكالة إيرنا، وأكد راب أن "بلاده ستبذل جهدها لإنجاح هذه المفاوضات".
بدوره أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، على أن بلاده لم ولن تجري حوارا مباشرا أو غير مباشر مع الولايات المتحدة، فى فيينا ولا فى أى مكان آخر، مشدد عى رفع جميع العقوبات، مقابل وقف إجراءات خفض الالتزام ببنود الاتفاق النووى.
ورغم نفى ايران اجراء مباحثات غير مباشرة، إلا أن مصدر دبلوماسي أوروبي قال "ستكون إيران والولايات المتحدة في المدينة نفسها، لكن ليس في الغرفة نفسها". وذكر دبلوماسي غربي أنه سيجري اتباع أسلوب الدبلوماسية المكوكية.
وبخلاف سلفه دونالد ترامب، يريد بايدن إحياء الاتفاق، وأكّدت وزارة الخارجية الأمريكية أنّها أرسلت إلى فيينا الدبلوماسي روب مالي لإجراء محادثات مع الأوروبيين والروس والصينيين، مشيرة إلى أنّه لا لقاء مرتقباً بينه وبين نظيره الإيراني. وقال للصحفيين إن الولايات المتحدة لا تتوقع ذلك "في الوقت الحالي" لكنها ما زالت مستعدة لهذا الاحتمال.
وكان وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، دعا إيران إلى أن "تكون بنّاءة" فى المحادثات التى ستجرى فى فيينا بوساطة أوروبية، وذكرت قناة (فرانس 24) أن الوزير لودريان أجرى محادثة مع نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف و"رحّب بالاستئناف المرتقب للمحادثات فى فيينا حول الملف النووي" كما "حضّ إيران على أن تكون بنّاءة فى المحادثات" فى سبيل "تحديد الإجراءات اللازمة فى الأسابيع المقبلة من أجل العودة الكاملة إلى الالتزام بالاتفاق النووي".
وشدّد لودريان على أن "فرنسا ستشارك بطريقة براجماتية ومتطلبة فى نفس الوقت".