تشتهر محافظة الإسكندرية بصناعة وصيانة السفن، وأبدع حرفيو الإسكندرية فى فن صناعة اليخوت والسفن السياحية ومراكب الصيد على مدار ما يقرب من 90 عاما .
ويعد مجمع ورش السفن بالأنفوشى فى بحرى الأقدم بالإسكندرية والمنطقة، حيث أنشأه محمد على باشا، ليصبح ترسانة بحرية لمواجهة تحديات ومخاطر الحروب .
وتقع منطقة ورش تصنيع وصيانة السفن بجوار شاطئ الأنفوشى التابع لحى الجمرك، أحد أقدم الأحياء بالإسكندرية، وبالقرب من قلعة قايتباى، وهى عبارة عن مجموعة ورش متجاورة، وبها أمهر النجارين والحرفيين بتلك الصناعة ويصل عددها إلى نحو 64 ورشة، تعمل حتى الآن لتتحدى أزمات عديدة منها صدور قرار عام 2004 بوقف تراخيص السفن السياحية، ثم أزمة "فيروس كورونا"، والذى أدى إلى كساد حركة السياحة فى كل دول العالم، خاصة وأن السفن التى يتم تصنيعها بتلك الورش معظمها سفن سياحية، وتعمل فى مجال السياحة خاصة بالإسكندرية وشرم الشيخ، ولكن مازالت المهنة تصارع الإندثار، ومازال صناع السفن المهرة تعمل على بناء سفن جديدة لإحلال وتجديد السفن القديمة بنفس التراخيص، أو صيانة القديم منها.
"اليوم السابع"، أجرى جولة داخل إحدى الورش الصناعية المنتشرة بتلك المنطقة، لكشف أسرار تلك الصناعة والحرفة القديمة التى مازالت تقاوم الأزمات والزمن وتصارع للإستمرار والبقاء.
يقول الريس خميس حميدو، صاحب أقدم ورشة لتصنيع السفن وصيانتها، إنه ورث تلك الحرفة أبا عن جد، فكل عائلته تعمل فى تلك المهنة منذ عقود من الزمن، ولد ونشأ فى تلك المنطقة ليتعلم "سر الصنعة" من والدة ويصبح نجار محترف فى صناعة السفينة منذ بداية تصنيعها من ألواح خشبية وحتى تصل إلى المرحلة النهائية وتكون مستعدة لأولى رحلات الإبحار.
وأضاف حميدو لـ"اليوم السابع": فى البداية يتم تصنيع "الايرينة" وهو هيكل مبدئى ثم "البدن" أى هيكل السفينة، ثم المقدمة ثم "البطيخة" أى "منتصف السفينة"، وتوزع المسافات بالنسب الهندسية المعروفة لبناء السفينة، وبعدها يتم وضع عود المنتصف لضبط تلك المسافات، وبعدها يتم وضع "ألواح خشبية" بطول السفينة وضبط أربطة لتثبيت الألواح الخشبية بعضها ببعض، كما يتم تأسيس السفينة من الداخل إستعدادا لوضع "الكمرات" وهى الألواح الخشبية الرئيسية لتجميع هيكل السفينة، وأخيرا يتم تقسيم السفينة إلى حجرات.
وحول حجم السفينة التى يتم تصنيعها قال حميدو: حجم السفينة وطولها يتراوح بين 40 و 60 مترا، وتسع لنحو 50 شخصا، ولكن السفن الكبرى بحجم 60 متر تحتاج إلى مياه عميقة للإبحار.
وحول تعلم سر الصنعة أضاف حميدو: تعملت حرفة صناعة السفن من والدى وأجدادى، وهى مهنة توارثناها عن أبائنا، وتعملت حرفة إنشاء سفينة دون الإلتحاق بالمدارس، وأول حرفى بالمنطقة هو المعلم عرب الدركيشة والحاج حمدى ولده، ويعد كأحد شيوخ المهنة بالإسكندرية.
وحول تكلفة ومدة استغراق السفينة لتصنيعها أكد حميدو، أنها تصل إلى 3 ملايين جنيه وفق القدرة المالية لصاحبها وتكلفة الأخشاب والأدوات المستخدمة فى الصناعة والتنجيد والدهانات، وقد يستغرق إنشاء السفينة الواحدة عام تقريبا حتى تصبح جاهزة للإبحار.
وحول أنواع الأخشاب المستخدمة، قال حميدو: "السفن السياحية يستخدم فى تصنيعها جميع أنواع الخشب، ولكن مراكب الصيد يفضل استخدام أخشاب من أشجار التوت أو الكافور أو السنط، لقدرتها الكبيرة على تحمل مياه البحر والأمواج، أما السفن فأفضل نوع خشب لها هو خشب "التك"، وتصل تكلفة المتر إلى 24 ألف جنيه، ويتم وضعها فى الأرضيات وأسطح السفن السياحية، أما "البدن" جسم السفينة يمكن تصنيعه باستخدام خشب "الآرو" و" الموجنو " و" السويد".
وعن المراحل الأخرى لصناعة السفينة وإعداها للإبحار، يقول الريس حميدو، بعد صناعة "البدن" تأتى مرحلة "الآلفات" أى سد الثغرات بين الألواح الخشبية لمنع تسرب المياه، ثم يأتى الحداد و"الاستورجى" لدهانات الخشب، وأخيرا تركيب الماتور ومولد الكهرباء داخل السفينة، مختتما حديثه قائلا، " يتم وضع السفينة على مقاعد حديدية تقوم بجر السفينة إلى الشاطئ والنزول إلى مياه البحر لتصبح جاهزة للإبحار.
تركيب-الالواح-الخشبية
جانب-من-السفينة
حاملات-جر-السفينة-الى-الشاطئ
خلال-تصنيع-الهيكل
صناعة-السفن_1
ورش-الانفوشى-تقاوم-الاندثار
ورش-الانفوشى-لصيانة-و-تصنيع-السفن
ورش-الترسانة-البحرية
ورشة-السفن_1
ورشة-تصنيع-السفن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة