تواجه منظمات الدعم الدولية وضعا معقدا في قطاع غزة مع استمرار الضربات الإسرائيلية التي دمرت الطرق وجعلت من الصعب على الفلسطينيين الوصول إلى الرعاية الطبية، بجانب صعوبة وصول العاملين في تلك المنظمات والإمدادات الحيوية إلى قطاع غزة بعد إغلاق الحدود.
وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية - في تقرير على موقعها الإلكتروني أن منظمات الدعم الدولية اندفعت للعمل قطاع غزة مع بدء إسرائيل حملة مكثفة من الضربات الجوية على قطاع غزة الأسبوع الماضي، وأقاموا ملاجئ طوارئ ورتبوا لشحنات من الإمدادات الطبية.
ورغم ذلك؛ فإن الاستجابة الإنسانية واجهت تعقيدا بسبب الواقع على الأرض، فالضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة أدت إلى تدمير الطرق وصعبت على الفلسطينيين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية.
وقال محمد عمر، مُنسق الأعمال الإنسانية لمنظمة (أوكسفام) الدولية في غزة "نستمر في التخطيط ونستمر في جمع التمويل، لكن للأسف لا يوجد وقف لإطلاق النار".
من جهة أخرى، قال إيلي سوك، رئيس مهمة "أطباء بلا حدود" في المناطق الفلسطينية المحتلة، إن فريق المنظمة يعمل في المنطقة على مدار الساعة في ورديات لمعالجة جرحى الضربات الجوية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن "الطرق المُدمرة تعني أن العديد من السكان غير قادرين على الوصول إلى الرعاية الطبية أو ينبغي عليهم السير إلى أقرب مستشفى".
وأضاف سوك: "في الوقت نفسه فإن فكرة الجولة القادمة من الهجمات موجودة دائما، بجانب دمار منازل بعض العاملين في المنظمة"، لافتا إلى الخطر المُحدق بالعاملين في منظمات المساعدات الإنسانية، بقوله: "أي وقت نذهب فيه إلى الخارج هناك خطر أن نواجه القتل.. ما نحتاجه بشدة هو وقف لإطلاق النار".
ولحقت الضربات الجوية الإسرائيلية بأضرار بالغة في عيادة "أطباء بلا حدود" بقطاع غزة، الأحد الماضي؛ ما جعل الغرفة التي تُستخدم لتعقيم الأدوات الجراحية والملابس الطبية غير قابلة للاستخدام.
وتسببت ضربات جوية، الاثنين الماضي، في تدمير مكاتب صندوق إغاثة الأطفال الفلسطينيين بقطاع غزة، وهي منظمة خيرية أمريكية تساعد الأطفال ذوي الاحتياجات الخطرة في الحصول على علاج طبي بالولايات المتحدة وأوروبا، وفي اليوم نفسه تلقى مكتب منظمة الهلال الأحمر القطري في قطاع غزة ضربة جوية.
ونوهت الصحيفة بأن التأثير على البنية التحتية الصحية في قطاع غزة سيستمر أطول بكثير بعد توقف الضربات الجوية الإسرائيلية.