يقينا تشهد الدولة المصرية، طفرة حقيقية فى مجل البناء والتعمير والارتقاء بالقطاع الاقتصادى وبحياة المصريين، وذلك من خلال العمل على بناء الإنسان والحجر معا، ليكون المصريون أمام جمهورية جديدة تشهد العديد من المشروعات القومية الكبرى، والتى لم تأت من قبيل المصادفة، وإنما تأتى من قبيل إرادة وعزيمة صادقة للقيادة السياسية، والأخذ بفكر منهجى علمى مكن الحكومة من تحقيق هذه النجاحات، والتى تعد معجزة اقتصادية تتحقق فى ربوع مصر كلها.
نعم معجزة اقتصادية، لأن ما يميز رؤية مصر 2030 أنها تتضمن في الأساس الارتقاء بجودة حياة المواطنين أولا، ليكون هناك عدالة في توفير الموارد واندماج بين الريف والحضر، وهذا ما تحققه الدولة الآن من خلال المشروع الضخم "حياة كريمة" الذى يعمل على بناء المواطن الريفى وتوفير كافة الخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية بالقرية الريفية من جانب، ومن جانب أخر مواجهة الزيادة السكانية، التي تمثل الخطر الأكبر في المستقبل.
وانطلاقا مما قاله المؤرخ الكبير جمال حمدان فى كتابه شخصية مصر، "أن الفراغ العمراني هو وحده الذى يشجع الجشع ويدعو الأطماع الحاقدة إلى ملء الفراغ"، حرصت الدولة على زيادة الرقعة المعمورة، وتطوير العمران القائم لتحسين جودة الحياة في الريف والحضر، عبر تنفيذ مجموعة عملاقة من المشروعات الكبرى.
وبالفعل أصبح لدينا الآن 30 مدينة جديدة، سواء تم تنفيذها أو مخطط تنفيذها خلال ثلاث أو أربع سنوات قادمة، منهم 22 مدينة بالفعل تم البدء فيها، ونموذجا على ذلك مدن الجيل الرابع الجارى تنفيذها تتضمن "العاصمة الإدارية الجديدة، ومدن المنصورة الجديدة، ورشيد الجديدة، والعلمين الجديدة، وشرق بورسعيد، ورفح الجديدة، وبئر العبد الجديدة، والجلالة، وامتداد مدينة الشيخ زايد، وتوشكى الجديدة، بالإضافة إلى عدد من المدن مخطط لها وتنفيذها خلال سنوات قليلة مقبلة.
ناهيك عن إنشاء شبكة قومية من الطرق، نراها وضوح الشمس عندما نسير في أى طريق من طرق المحروسة، فنجد أيادى التعمير والبناء والمعدات تعمل ليل نهار، لتكون النتيجة تنفيذ آلاف كم من الطرق الجديدة وآلاف كم من رفع الكفاءة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية والبرية والجوية، مثل برنيس وجرجوب، وأبو قير بالإضافة إلى رفع كفاءة كل الموانئ القائمة لتصبح مصر مركز للتجارة العالمية.
وكذلك الإنجاز في إنشاء شبكة جديدة من القطارات وخطوط النقل، من خلال تطوير القائم، ويتم بالفعل لنحو 9570 كم من شبكة السكك الحديدية الحالية تخضع للازدواج والميكنة ونظم الإشارات الحديثة، مع إضافة أسطول جديد من الجرارات والقطارات، وكذلك الاتجاه إلى المشروع العملاق القطار الكهربائي، والمونوريل، الذى يربط كل المدن في إقليم القاهرة الكبرى، إلى جانب إنشاء شبكة جديدة للسكك الحديدية باستخدام القطارات الكهربائية فائقة السرعة.
ويتجلى هذا الإعجاز أيضا فيما تفعله الدولة من خطة طموحة لاستصلاح الأراضي وزراعتها في العديد من المناطق، وأبرزها مشروع إنشاء 100 ألف صوبة زراعية، والعمل على استصلاح أكثر من 2.5 مليون فدان، إضافة إلى المشروع الأضخم وهو التحول إلى أنظمة الري الحديث، وبالفعل تم تنفيذ هذا العام أول مليون فدان ضمن هذا المشروع، وكذلك مشروع تبطين الترع، بل سعيها الحقيقى للحفاظ على كل قطرة مياه.
والفخر الحقيقى، ما تفعله الدولة فى ملف الإسكان الاجتماعى، فلك أن تتخيل تصريح رئيس الحكومة، الذى أكد أنه تم الوصول بالاستثمارات في مجال الإسكان إلى ما يقرب من تريليون جنيه، فكلنا رأينا مشروع المليون وحدة سكنية، وكذلك سعى الدولة في استكمال مليون وحدة سكنية على مدار 5 سنوات، إضافة إلى ما تفعله الدولة في ملف العشوائيات، من خلال مشروع الإسكان البديل للمناطق غير الآمنة لإنهاء معاناة نحو 240 ألف أسرة، ليجدوا مناخا صحيا وسليما وآمنا، إضافة إلى ما تفعله في ملف الحماية الاجتماعية، وخير دليل على ذلك النجاح الباهر والإعجازى لبرنامج "تكافل وكرامة" التي يحقق العدالة الاجتماعية من خلال الارتقاء بملايين الأسر المصرية وتحسين مستواهم المعيشى.
ولمواصلة الإعجاز الاقتصادى والإنسانى، تسعى الدولة بكل قوة فى تنفيذ استراتيجية بناء الإنسان، وهذا يتجلى فيما تفعله فى قطاعى التعليم والصحة، ليتحقق الحلم بأن يكون لدينا جامعة حكومية في كل محافظة، من خلال مشروع إنشاء 25 جامعة حكومية وخاصة وأهلية جديدة، إضافة إلى إنشاء نحو 80 ألف فصل جديد لنستوعب الزيادة السكانية الكبيرة، كما تم إدخال نماذج جديدة من المدارس لتطوير الخدمة، مثل مدارس النيل والمدارس المصرية اليابانية، أما فيما يخص الصحة، فنال هذا القطاع إشادات دولية كبيرة بعد مبادرات الرئيس التي حققت الهدف ورفعت من مستوى صحة المصريين، مثل مبادرة 100 مليون صحة وقوائم الانتظار والقضاء على فيروس سى، ومبادرة صحة المرأة بجانب المشروع الأضخم وهو البدء الفعلى في تنفيذ مشروع التأمين الصحى الشامل، ولا ننسى ما تفعله الدولة وما فعلته في أزمة كورونا، سواء بقرارات المواجهة أو بتوفير اللقاحات الآمنة للمصريين، أو بمساعدة القطاعات التي تأثرت بالأزمة، ليكون نتاج ذلك الارتقاء بصحة وحياة المصريين.
وختاما، نقول إن هذه النجاحات ما هي إلا نماذج وأمثلة عن ما تفعله الدولة من تنمية شاملة في كافة القطاعات والمجالات تشبه فعلا الإعجاز وتؤكد أن هناك رؤية ثاقبة نحو المستقبل وإرادة قوية في البناء والتعمير، رغم كل التحديات والظروف التي تواجهها الدولة سواء على صعيد الأمن القومى على الحدود أو الأمن القومى المائى أو على صعيد مواجهة الإرهاب، لكنها رغم هذه التحديات نجدها تواصل العطاء ووراؤها مواطن يؤمن بما تفعله دولته، ونموذجا على ذلك تحمل المواطن المصرى قرارات الإصلاح الاقتصادى، لكن ها هو الآن يجنى ثمارها رغم الظروف شديدة القسوة والتحديات العالمية..