تستحق الثقافة أن نراهن عليها ونتيقن من كونها ستنقلنا إلى عالم أفضل، وعلى مدى الأزمنة والعصور كانت المعرفة وانعكاسها على السلوك الإنسانى العامل الأول فى الخروج من حال إلى حال، وفى الحفاظ على الإنسانية فى هذا العالم المحاط دائما بدائرة من النفعية والرغبة الدفينة فى تدمير الذات.
ولأننا نعمل فى مجال الصحافة الثقافية، فإننا مشغولون دائما بملاحظة ما تقدمه المؤسسات والإشارة إلى ما بها من تقدم أو تراجع، وكما نشير إلى الخطأ علينا دائما الإشارة إلى الصواب، ومن الصواب مجلة "الثقافة الجديدة" التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهنا أود الحديث عن العدد الأخير من المجلة، عدد شهر أغسطس الجارى، والذى يتصدره ملف مفيد وممتع عن المثقف الكبير الراحل الدكتور شاكر عبد الحميد، وهو ملف متنوع شارك فيه مثقفون على قدر اهتمامهم بما أنتجه الراحل الجميل الموسوعى كان اهتمامهم بشخصه وإنسانيته المعروفة.
هذا الملف وحده كان يكفى ليصبح العدد مميزًا، ولكن ما زادني إعجابا بالعدد أن وجدت فيه موضوعات أخرى تستحق القراءة، بداية من الإشارة إلى الفنان التشكيلى الكبير عبد العال حسن الذى رحل عن دنيانا مؤخرا، واختيار لوحاته لتزين العدد، كذلك أعجبتني قصص كثيرة فى العشرين قصة التى شكلت "فضاءات إبداعية" إضافة إلى الحوار مع الشاعر عزت الطيرى المعروف بتجربته الثرية.
جاء العدد متنوعًا به دراسة مميزة عن فن الحلي وأخرى عن عرض مسرحى، ومقالة عن موسيقى سيد درويش، وموضوعات أخرى كثيرة، وليس قصدى عرض موضوعات المجلة، ولكننى أشير فقط إلى ما بها من مادة حقيقية تستحق القراءة.
أسعدني هذا العدد جدا، لأنه صادر عن مؤسسة حكومية ننتظر منها الكثير، وأنا أسعد كلما وجدت إصدارا له تاريخ مثل مجلة "الثقافة الجديدة" لا تزال قادرة على تجديد ذاتها ومواكبة كل جديد، والوصول بسهولة لكل المهتمين بالثقافة فى عموم البلاد.