قررت الحكومة الأسبانية إجلاء رعاياها الموجودين في أفغانستان، وموظفي سفارتها في (كابول) مع تصاعد العنف وسقوط العديد من المدن الأفغانية الرئيسية في قبضة حرك (طالبان).
وذكرت وزارة الخارجية الإسبانية، في بيان، وفقا لصحيفة "إل موندو" الإسبانية، اليوم السبت، أن العاصمة (مدريد) ستجلي كذلك المواطنين الأفغان الذين عملوا مع القوات الإسبانية خلال السنوات الأخيرة بالإضافة إلى أسرهم.
وفيما يتعلق بإغلاق السفارة الإسبانية في كابول، أكد وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن بلاده مستعدة لأي احتمالية ومنها إخلاء السفارة في حال لزم الأمر "ولن تترك أحدًا وراءها".
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، بدء إرسال قوات عسكرية لإجلاء المدنيين وموظفى البعثة البريطانية من أفغانستان.
وجاء على صفحة الوزارة عبر منصة "تويتر": "العملية بيتنج، الدعم العسكرى لسحب المواطنين البريطانيين والموظفين، بدأت فى أفغانستان، (حسب ما) أكد وزير الدفاع بن والاس هذا المساء".
يأتى ذلك بينما تشن حركة طالبان هجوما واسعا على العديد من الولايات الأفغانية منذ إعلان سحب القوات الأمريكية، ونجحت عناصرها بالفعل فى السيطرة على معظم أراضى البلاد وعدد من عواصم الولايات، كما اقتربت من العاصمة كابول وتهدد بعزلها عن بقية البلاد، بما بات يهدد سلطة الحكومة وسط مخاوف واسعة من سقوط الحكومة وسيطرة طالبان على البلاد بشكل كامل.
واستولت الحركة خلال اليوم الأخير على مراكز 4 ولايات أخرى فى هجوم خاطف جعلها أقرب إلى كابول قبل نحو أسبوعين من إتمام الولايات المتحدة سحب ما تبقى من قواتها، من بينها ثانى وثالث أكبر المدن الأفغانية، وهما هرات وقندهار.
تقدم مستمر تحرزه حركة طالبان داخل الأراضى الأفغانية وسط حالة من القلق والارتباك داخل الإدارة الأمريكية التي قررت رغم الانسحاب، الدفع بـ3 آلاف جندي في محاولة لوقف وتيرة الانهيار التي ألمت بحكومة أفغانستان، وسط تقديرات استخباراتية أمريكية باحتمالات سقوط العاصمة في غضون أيام.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن معظم القوات الإضافية التي من المقرر نقلها إلى أفغانستان للمساعدة في عمليات الإجلاء والنقل من هناك ستصل البلاد بحلول نهاية الأسبوع.
وأكد جون كيربي المتحدث الرسمي باسم البنتاجون في مؤتمر صحفي مساء الجمعة أن القوات المتواجدة في أفغانستان حاليا تواصل توفير الأمن في مطار كابول والسفارة الأمريكية، قائلا: " تعمل قواتنا على توفير الأمن في مطار كابل وسفارتنا في أفغانستان".
وأضاف: "عدد من القوات الأمريكية الإضافية وصل بالفعل إلى أفغانستان"، مشيرا إلى أن فريق الأمن القومي أطلع بايدن على جهود تخفيض عدد المدنيين الأمريكيين في أفغانستان. كما قال إن ثلاثة آلاف من القوات ستصل مع نهاية الأسبوع.
في المقابل، شن مايك بومبيو، وزير خارجية الرئيس السابق دونالد ترامب، هجوماً حاداً علي إدارة بايدن ، قائلاً في مقال نشرته شبكة فوكس نيوز علي موقعها مساء الجمعة إنه اثناء عمله كوزير للخارجية كانت مهمته فيما يتعلق بالإرهاب في أفغانستان في إدارة ترامب لها هدفين فقط، الأول كان محاصرة الإرهاب ومنع انتشاره، والثاني هو عودة الجنود الأمريكيين مجدداً إلى وطنهم، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة عقدت اجتماعات واضحة ومباشرة مع طالبان "لكننا لم نتلمس الثقة" ، وهو ما دفعنا للتوضيح أن هناك "ثمن سيتم دفعه" إذا ما انتهكت الحركة الحدود الصارمة.
وأضاف بومبيو مهاجما الإدارة الحالية: "اعتبارًا من 29 فبراير 2020 ، اليوم الذي وقعنا فيه على أول اتفاق لنا مع طالبان ، لم يقتل أي أمريكي على يدهم. ليس واحد. واليوم ورد أن إدارة بايدن تناشد طالبان عدم قتل دبلوماسيينا أثناء مغادرتهم. إنه ليس مجرد ضعيف ، إنه خطير".
واستشهد بومبيو بموقف إدارة ترامب مع قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني الذي تم تصفيته، قائلاً: "كان نموذجنا للحفاظ على سلامة الأمريكيين هو الردع وشعارنا كان مع العدو: إذا وضعت أمريكي في خطر، سوف نأتي إلى قريتك ونجدك أنت ووحدتك بأكملها ونجعلها تشهد يومًا سيئًا للغاية حتى تطلب منا التوقف. فكر في قاسم سليماني."
وأضاف بومبيو : اعتمدت استراتيجية هذا الجوهر على التخطيط والتنفيذ لم نبدأ فقط في خفض المخاطر العسكرية المنظمة ، ولكننا بدأنا أيضًا في تقليل عدد الدبلوماسيين في سفارتنا في كابول كل ذلك لتقليل المخاطر. كانت لدينا خطة وكنا مصممين على تنفيذها لتحقيق الهدفين التوأمين اللذين حددهما لنا الرئيس.. وفي المقابل ، يبدو أن فريق بايدن ربما لم يخطط بشكل كاف ويبدو عليهم الذعر. هذا سوف يشجع طالبان ويشجع القاعدة".
وأشار وزير خارجية ترامب الي إن إرسال إدارة بايدن أكثر من 3000 جندي أمريكي إلى أفغانستان هو نتيجة لسوء التخطيط والقيادة السيئة في محاولة تنفيذ عملية تم إعدادها للنجاح من قبل إدارة ترامب.
وتابع : أنا واثق من أن جيشنا يتفهم المهمة المحددة: حماية الوطن من هجوم ينطلق من أفغانستان. لكن هل لدى الإدارة الحالية القدرة لفرض هذه المهمة وإنهاء الحرب في أفغانستان بشكل منظم مع الحفاظ على الردع مع طالبان ضد الهجمات على قواتنا وسفارتنا أثناء انسحابنا؟ وأوضح ان التهديد في أفغانستان ليس من طالبان فقط كما أنها تنبع من السماح لطالبان بتوفير ملاذ آمن للجماعات الإرهابية مثل القاعدة.