تعتبر الكنيسة الكاثوليكية أكبر الكنائس المسيحية فى العالم، فلديها ما يقرب من 1.3 مليار كاثوليكى معمّد فى جميع أنحاء العالم اعتباراً من عام 2016، ويعتبر رأسها هو البابا أسقف روما وبحسب تقليدها الكنسى خليفة بطرس تلميذ يسوع المسيح، ولقبها الرسمى هو الكنيسة المقدسة الكاثوليكية الرسولية، وباعتبارها "أقدم مؤسسة دولية تعمل باستمرار".
ولعبت الكنيسة الكاثوليكية دوراً بارزاً فى تاريخ وتطور الحضارة الغربية، إلى جانب الأرثوذكسية الشرقية والبروتستانتية، وتتبعها فى الشرق كنائس عديدة فى شراكة كاملة معها تعرف بالكنائس الكاثوليكية الشرقية، وذلك على مر القرون حيث طورت الكنيسة الكاثوليكية منظومة لاهوتية معقدة وثبتت بنية إدارية فريدة تحكمها البابوية أقدم ملكية مطلقة مستمرة فى العالم، ورئيسها الحالي هو البابا فرنسيس، وتقع الإدارة المركزية للكرسى الرسولى فى مدينة الفاتيكان، داخل مدينة روما فى إيطاليا.
وفى حوار لـ"اليوم السابع" مع الأنبا باخوم نصيف النائب البطريركى لشؤون الإيبارشية البطريركية فى القاهرة والدلتا والإسكندرية، قال إنه فى البدايات لم يكن هناك كنائس كاثوليكية أو أرثوذكسية من القرون الأولى، وبعد ذلك ظهر اختلاف وتنوع فى بعض المفاهيم فى المسيحية، فالكنيسة الكاثوليكية أبدا ما خرجت من مصر.
الأنبا باخوم نصيف والزميل محمد الأحمدى
وتابع أن الكنيسة الكاثوليكية لا تعترف بكلمة الطلاق فمفهوم الطلاق ليس موجود لدينا أصلا، فإتمام الزواج فى البداية لابد أن يكون صحيحا وعند وجود مشكلات نرجع إلى البداية لمعرفة السبب فإذا كان هناك خطأ فى أصل الزواج مثل الزواج فى سن 14 عاماً، أو وجود عجز دائم جنسى وغش زوجته وتزوج يتم فى هذه الحالة فسخ عقد الزواج، ويبطل ذلك الزواج ولا يوجد طلاق لعلة الزنا فالعقاب فى حالة علة الزنا يكون انفصال جسدى فقط.
وأضاف أن الكنيسة الكاثوليكية فى مصر لديها تركيبة خاصة فلديها طائفة الأقباط الكاثوليك وطوائف أخرى جذورها ليست مصرية ولكن لديهم جاليات فى مصر مثل الموارنة والكلدان وغيرها وبطريرك الكنيسة الكاثوليكية يتم انتخابه عن طريق السنودس، فالسنودس هو مجموعة الأباء المطارنة للكنيسة القبطية الكاثوليكية، ويكونوا مشكلين لجميع محافظات مصر، وكلمة سنودس كلمة يونانية بمعنى نسير معا، ويتم اختيار البطريرك من قبل الانتخابات بين أعضاء السنودس وبعد الانتخابات يتم التواصل مع قداسة البابا فرنسيس ومعرفته بهذه التطورات.
الأنبا باخوم نصيف
وأوضح أنه فى حالة مرض البطريرك أو أى شىء يمنعه من استكمال إدارته، يستقيل ويتولى مكانه المطران الإيبارشى الأكبر سنا حتى يتم الانتخاب للبطريرك الجديد، وبابا الفاتيكان عندما يمرض أو يستقيل هناك شخص يدير الكنيسة حتى يتم انتخاب رئيس جديد.
وقال إن الكاثوليك فى مصر لديهم تواجد كبير جدا ولديهم 170 مدرسة كاثوليكية، وساهمت فى العملية التعليمية، بالإضافة إلى خدمات إجتماعية مثل مساعدة اللاجئين وذوى الاحتياجات الخاصة، ولدينا تواجد في بيت العائلة وعلى علاقة طيبة مع جميع كنائس مصر والأزهر الشريف.
وتابع أن الكنيسة الكاثوليكية مرت بزمن شهد صعوبات فى تراخيص الكنائس، وحاليا هناك سهولة وتقنين للأمور، وهناك اتجاه جيد جدا في الدولة لوضع كل ما هو غير عام تحت الرقابة.
وأوضح أن الكنيسة الكاثوليكية تتمنى أن يكون تواجد أكبر على المستوى وعددنا يتخطى المليار على مستوى العالم ونتمنى على مستوى الدولة أن يكون اسم مصر مرتفع لدى الكنيسة الكاثوليكية على مستوى العالم، عن طريق الفعاليات الكثيرة في القاهرة والمحافظات المختلفة، فالكنيسة تفتح الباب لكل المبادرات المجتمعية، ونريد أن تركز الدولة على تنمية الإنسان.
جانب من الحوار
وحول التعاون بين الكنيسة الكاثوليكية وكنائس مصر، قال إنه على مستوى المودة والمحبة هناك تعاون كبير فكلنا شركاء في مجلس كنائس مصر الذى أطالب أن يكون أكثر فعالية، وعلى مستوى العلاقات لدينا زيارات متبادلة وتهانئ فى جميع المناسبات.
وعن قانون الأسرة للمسيحين، قال إن الدولة أصدرت العديد من القوانين مؤخراً مما يشكل حمل كبير على مجلس النواب، فلا يوجد اختلاف بين الكنائس في قانون الأسرة وكل كنيسة من حقها أن تحكم حسب عقائدها الدينية وشرائعها الخاصة، وكل كنيسة عقائدها تحترم، والكنيسة الكاثوليكية فهمها للزواج فيه اختلاف ولديها عقيدتها الخاصة بها، وباقى الكنائس شجعت أن يكون لدينا باب خاص.