صناعة الأقفاص من جريد النخل، تتطلب مجهود ومشقة، لا يقدر عليها أى شخص، كادت تنقرض بسبب متاعبها الصحية وقلة العائد المادى الذى تدره وهجرة معظم العاملين بها إلى مهن وحرف يدوية أخرى، ومنافسة البلاستيك لها، إلا أن العم "سلامة عبد الرحيم" ابن محافظة الشرقية، له رأى آخر ويتحدى انقراض المهنة بعيون بناته بعد ضعف نظره وماكينة صنعها تساعده فى تصنيع الأقفاص من الجريد بسهولة داخل ورشته من الخيش والجريد بعزبة عبس التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية.
ويقول العم سلامة عبد الرحيم إبراهيم 48 عاما أحد صنايعى الأقفاص بمحافظة الشرقية، إنه يعمل بالمهنة منذ أكثر من 30 عاما تعلمها فى صباه من أحد الصنايعية، ثم استقل بمفرده وأصبح لديه ورشته الخاصة، بجوار مسكنه يصنع فيها أقفاص الجريد بأنواعها، ومع مرور الوقت نجح فى ابتكار ماكينة تسهل عمله، حيث كان يجد صعوبة فى عملية تركيب أعواد الجريد، فصنع ماكينة تسهل له الخطوات، حيث كان تصنيع قفص الفاهكة يستغرق معه يدويا ساعتين، أصبح يستغرق 10 دقائق، وتطلب الأمر إلى البحث عن أيدى عاملة لمساعدته، فرفض الذكور من الشباب بقريته العمل معه فى تصنيع الجريد لكونها مهنة شاقة وبدائية، فعلم بناته الخمسة ونجليه وأصبحوا جميعا عيونه التى يرى بها بعد أن ضعف نظره من المهنة فى صباه.
رزقه الله بسبعة أبناء خمسة بنات وولدين، وأكبرهم "زينب" 25 سنة ماجستير لغة عربية "ودنيا" 23 سنة الفرقة الثالثة كلية حقوق جامعة الزقازيق، وأميرة "21 سنة الفرقة الثالثة بكلية الشريعة "وأحلام" 20 سنة بالفرقة الثانية كلية لغة عربية "طه" ثانية ثانوى تجارى، و" أمل" بالصف الأول و" يوسف" بالصف الرابع الابتدائي، وعلمت البنات أولا، وأصبح جميعهم يعمل معى فى ورشتى، واكتفيت بيهم، و"زينب" تزوجت منذ عام، وتواصل دراستها فى مرحلة الدكتوراه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة