لو كنت من معتادي التحرك على الطرق السريعة، في المواسم والأعياد والإجازات الصيفية، قطعاً سوف تصطدم بمستوى الاستراحات الموجودة على الطرق، التي تستغل زبائها شر استغلال، وتضاعف الأسعار 4 أو 5 مرات على أقل تقدير، ناهيك عن المنتجات المغشوشة والمقلدة التي تقدمها، اعتماداً على فكرة "الزبون الطيارى"، الذي تنتهي العلاقة معه بمجرد إتمام عملية البيع والشراء.
القرار في التوقف عند استراحات بعينها ليس من صلاحيات المواطن الذي يستقل الأتوبيس السياحي، سواء كان تابعاً لشركة حكومية أو قطاع خاص، فالأمور تسير بـ"المحبة" والفوائد التي تعود على السائق من هذا التوقف، والمصالح التي يجنيها من الاستراحة، التي تكون غالباً إما نسبة من إجمالي المبيعات متفق عليها مسبقاً، أو حساب مفتوح للسائق داخل الاستراحة "مأكولات ومشروبات ودخان.. الخ"، ليصبح المواطن الذي يتحرك على هذه الطرق مجرد "سلعة"، يتم تسويقها على طول مسافة السفر.
الاستراحات الموجودة على الطرق السريعة متهالكة وغير مؤهلة لاستقبال الزبائن، الحالة الإنشائية سيئة جدا، دورات المياه غير نظيفة، ويدفع كل من يقصدها لقضاء حاجته، وأسعارها تبدأ من 2 حتى 5 جنيهات، حسب المستوى، المأكولات غير مضمونة، خاصة اللحوم والمشويات، في ظل رقابة غائبة، وأماكن لن يصل إليها التفتيش والمتابعة.
البعض يستغل المباني الخاصة بالمواقف، التابعة لسلطة الحكم المحلى، ليتم من خلالها استغلال المسافرين ذهاباً او إيابا، بل ويتم اختطاف الزبائن من أمام بوابة "الموقف" عنوة، فبمجرد النزول من السيارة، ستجد من يتوجه ناحية حقائبك، ويحملها حتى يدخل بها إلى باب الكافتيريا التابعة لهذه المجموعة، التي يعمل من فيها "موظفين" في الموقف!!
مطلوب شركات وطنية تابعة للحكومة تتولى مسئولية استراحات الطرق على مختلف الاتجاهات، وتقدم خدمة جادة لرواد هذه الطرق، بصورة متكاملة، تحترم آدمية المواطنين، وتواجه كل محاولات الاستغلال التي يتعرضون لها، وهذا الأمر يحتاج اهتمام ورعاية من جانب الحكومة، وإيلاء هذه القضية أهمية خاصة، فالطرق التي تم تطويرها وفق أحدث المنظومات العالمية، وباتت محل فخر لنا جميعاً، يجب أن تكون مستويات الخدمات فيها مناسبة، وآدمية، وبأسعار مناسبة.
البعض يرى أن الموضوع عارض ولا يستحق هذا الاهتمام، إلا أن السياحة التي نلتمس عودتها بقوة خلال الفترة المقبلة، سواء داخلية أو خارجية، تتطلب أن تصبح الخدمات الموجودة على الطرق السريعة في أعلى مستوياتها، وأن يجد المواطن كل ما يحتاج إليه خلال رحلته، سواء كانت للرفاهية والإجازة أو للعمل، حتى أن نضمن أن تتغير الصورة الذهنية عن السفر في مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة