سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 يناير 1970.. فيلم «الأرض» فى دور العرض.. ونقاد يعتبرونه حدثا سينمائيا عالميا ومحمود المليجى «أنتونى كوين الجديد»

الأربعاء، 26 يناير 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 يناير 1970.. فيلم «الأرض» فى دور العرض.. ونقاد يعتبرونه حدثا سينمائيا عالميا ومحمود المليجى «أنتونى كوين الجديد» فيلم الارض

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى وقت واحد ولأول مرة فى تاريخ السينما العربية، كانت القاهرة وباريس تعرضان فيلم «الأرض»، للمخرج يوسف شاهين، حسبما تذكر الأهرام فى عددها 25 يناير، 1970، وكان الجمهور على موعد مع عرضه فى أربع دور سينمائية بمصر هى، ريفولى، وروكسى بالقاهرة، وريالتو بالإسكندرية، و«مصر» بطنطا، وفقا للإعلان المنشور بالأهرام، 26 يناير، مثل هذا اليوم، 1970، وحسبما يؤكد الكاتب محمود قاسم فى المجلد الأول من «موسوعة الأفلام العربية»، استطاع يوسف شاهين أن يحول رواية «الأرض» تأليف عبدالرحمن الشرقاوى عام 1954، وبسيناريو حسن فؤاد إلى تحفة سينمائية، اعتبرها النقاد فى استفتاء عام 1996 على هامش مهرجان القاهرة السينمائى، الثانى فى ترتيب أعظم مائة فيلم فى القرن الماضى فى تاريخ السينما المصرية، وقبل عرضه جماهيريا، «أثار الاعجاب والحماس بين أعضاء المائدة المستديرة لليونسكو فى ديسمبر 1969، وحضرها مئات من الشخصيات الفنية العالمية»، وفقا للأهرام« 25 يناير 1970»، وتنقل «الأهرام» ما كتبه الناقد الفرنسى «جان لورى بورمى» فى مجلة» الأبزرفاتور»، قائلا: «الأرض ليوسف شاهين ليس حدثا بالنسبة للسينما العربية وحدها، ولكن بالنسبة للسينما العالمية أيضا.. إننا بصدد مأساة مصرية وقعت فى إطار تاريخى محدد، والإقطاع يحكم مصر ومن ورائه الباشوات والانجليز، ولكن يوسف شاهين تخطى الإطار التاريخى بفضل روحه الدفاقة وثراء وصدق شخصياته، ففى هذه الراوية مزيج من الحب والحقد، والخيانة والشجاعة، والخضوع والثورة، والحياة، والموت، من صميم الواقع الإنسانى على مستوى الكون».
 
يضيف «بورمى»: «إن هذه القصيدة الشعرية العربية عن الريف هى قصيدة عصرنا، لأن الأعمال والأيام لاتنفصل فيها عن المعارك التى تتطلبها كرامة الإنسان، ففى اللحظة التى تتراجع فيها المصائر الفردية لتلتقى من جديد وتنصهر فى إنطلاقة واحدة رغم تعدد مظاهرها ، يعثر يوسف شاهين على تلك اللهجة التى تذكرنا بالسينما الروسية فى عصر عظمتها».
 
دارت القصة فى قرية «رملة الأنجب» بمركز «أشمون» محافظة المنوفية، وتكشف كيف كان الفلاح المصرى يعانى من قهر الإقطاع وتحالفه مع رجال الحكومة، ضاربة المثل ب«محمد بك» الإقطاعى الذى يتحكم فى مقدرات فلاحين قريته، ويحاول أن يروى أرضه أكبر فترة ممكنة، بينما يروى الفلاحون أرضهم فى عشرة أيام فقط وبفضل تسلطه ونفوذه يجعلها خمسة أيام فقط، ولايكتفى بذلك بل يقرر نزع قطعة أرض من الفلاحين مزروعة بالقطن ليشق طريقا فيها للوصول إلى قصره، فيبدأ صراعه مع أصحاب تلك الأرض ورمزهم «محمد أبو سويلم» الذى جسده محمود المليجى باقتدار، ومعه، الشيخ حسونة «يحى شاهين»، والشيخ يوسف « عبدالرحمن الخميسى»، ويلجأ هؤلاء إلى محاولة حماية أراضيهم بوسائل سلمية فى البداية باللجوء إلى الجهات المعنية، لكن «محمد بك» يتمكن من تفريق صفوفهم، بإغراء الشيخ حسونة الأستاذ الأزهرى باستبعاد أرضه، ثم يتراجع الشيخ يوسف، ولا يبقى فى المواجهة إلا «محمد أبوسويلم» ومعه «عبدالهادى» الذى جسده الفنان عزت العلايلى.
 
يختار «أبوسويلم» الموت بكبرياء دفاعا عن أرضه، فمشهد ضابط الأمن راكبا خيله ويجره به زاحفا بين أعواد قطنه فى أرضه، ودمائه تسيل وأصابعه مغروسة فى بترابها، كان تلخيصا لسيرة قهر السلطة ضد فلاحيها البسطاء لصالح الإقطاعيين وأصحاب النفوذ عبر سنوات طويلة، وكان اختيارا للموت من هذا الفلاح الصلب بأن يروى أرضه بدمائه كما تعبر الأغنية المصاحبة للمشهد «الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا».
 
كان محمود المليجى عالميا.. يذكر الكاتب والناقد كمال الملاخ فى أهرام، 25 يناير، 1970 : «وصل محمود المليجى فى هذا الفيلم إلى المستوى العالمى، إنه انتونى كوين الجديد».. غير أن هذا «العالمى» عانى بعد هذا الدور، حسبما يؤكد الفنان نور الشريف فى محاضرات له فى ورشة «إعداد الممثل» بالكويت عام 2006 ، قائلا: «محمود المليجى ممثل فى رأيى نادر الوجود، لما عمل فيلم الأرض، قعد فى البيت مستنى حد يبعت له شغل، وأنا مشفتوش بعد فيلم الأرض غير فى فيلم «شباب فى العاصفة» عام 1971، اللى عملته أنا ونيللى».. يتذكر: «دخلت البلاتوه لاقتهم مقلعين الأستاذ محمود الفانلة، فى مشهد يتطلب كده، بس انا اتفزعت من المنظر ده».. يضيف «الشريف»: «دخلتله الأوضة وأنا ببكى، وقولت له إيه اللى خلاك تقبل، خاصة أن الدور ميستحقش..رد قائلا: « يا ابنى أنا قولت أخيرا بعد الأرض، المنتجين هيبعتولى ويخلونى أمثل فى أدوار نفسى أمثلها، ومحدش بعتلى».. يعلق «الشريف»: «كل واحد قال بعد الأرض المليجى هيتشرط وهيقرفنا، فاتفقوا عليه فى السوق التجارى، مابينهم أن محدش يبعت له، وده اللى بيحصل فى الوسط لما نجم يوصل لمرحلة معينة من النجاح».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة