مدينة حلب تُعيد الجامع الأموى إلى الحياة مرة أخرى.. صور

الأربعاء، 05 يناير 2022 07:00 م
مدينة حلب تُعيد الجامع الأموى إلى الحياة مرة أخرى.. صور الجامع الأموى
كتب محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد عقد من حرب إرهابية عصفت بهم بدأ مدينة حلب السورية بترميم المدينة بدءاً من أحد معالمها التاريخية والحضارية الأبرز، وهو جامع بنى أمية "الجامع الأموى"، وهو أحد أكبر وأقدم المساجد فى مدينة حلب، ويقع في حي الجلوم بالقرب من سوق المدينة القديمة وسط حلب التى أدرجت على قائمة مواقع التراث العالمى عام 1986، ليصبح جامعها الكبير جزءاً من التراث العالمى.
 
وبحسب سبوتنيك قال مدير الآثار والمتاحف في حل الدكتور صخر العلبى فإن أعمال ترميم المسجد الأموى فى حلب شارفت على الانتهاء بعد أن كانت قد انطلقت منذ قرابة ثلاثة أعوام، وقد أنجزت خلال وقت قياسي حسب تضرر الجامع".
 
الجامع الأموى 222
الجامع الأموى 
ويتحدث العلبي عن الأضرار التي لحقت بالجامع، فهناك بعض الأجزاء التي أصابها دمار كامل بنسبة 100%، وهناك أجزاء أقل ضرراً، ما استدعى الفريق المسؤول عن الترميم إلى استغراق وقت طويل في إنجاز العمل، لأن الجامع معلَم ديني وثقافي له خصوصيته الأثرية والحضارية التي لا يمكن تحريفها أو تعديلها.
 
ويبين العلبي: "بدأنا بالأماكن الأكثر ضرراً، ثم انطلقنا بمرحلة توثيق وتصوير طبوغرافي للأحجار الأثرية، فيما كان الفريق المختص يؤدي أعمال الترميم بعناية فائقة حيث يعمل على استخدام الأحجار الأثرية ذاتها بعد اختبار مدى صلاحيتها وتحملها لسنوات قادمة، وذلك احتاج وقتاً طويلاً في معرفة موضع كل حجرة قبل سقوطها والكيفية التي سترتب وفقها مع الأحجار الأخرى".
 
وبحسب العلبي، تم الانتهاء من ترميم الواجهات الحجرية لمداخل الجامع والتي كانت متضررة بفعل الرصاص والشظايا المتطايرة بالإضافة إلى ترميم سطح الجامع، والآن يتم العمل على الجدران والمئذنة.
 
إعادة الإعمار
إعادة الإعمار
 
وتعرض الجامع لأضرار متنوعة كالحرائق والقذائف والرصاص ما استدعى ترميمه بعناية، وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الجامع الأموي بحلب للتخريب لكن المرة الأخيرة كانت الأشد ضرراً خلال الحرب، في حين جرت آخر عملية ترميم للجامع عام 2006 تزامناً مع تنصيب حلب عاصمةً للثقافة الإسلامية.
 

"المئذنة حديث ذو شجون"

 
يوضح العلبي، مشيراً إلى أن الفريق يحاول إعادة بنائها حسب المواصفات المطلوبة لكنها تطلبت مجهودات مضاعفة لا سيما وأنه يتم استخدام الأحجار القديمة ذاتها مع تصنيع بعض الأحجار المماثلة لتعويض النقص في بعض الأحجار، ويستغرق إعادة تأهيل كل صف من صفوف أحجارها 25 يوما ما بين الجدار الداخلي والخارجي والدرج الملتف داخلياً.
 
وقال العلبي: "نوازن بين الجانب التاريخي والمعماري والحديث في الترميم، حيث أن للجامع قيمة تاريخية كبرى ونحن بحاجة لترميمه ليعود كما كان دليلاً على نبض حلب بالحياة على مر العصور".
 
ويطلق الحلبيون على الجامع الأموي اسم الجامع الكبير، وجامع سيدنا زكريا، بناه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، بين عامي 716 و718 للميلاد، ليضاهي به أموي دمشق الذي بناه شقيقه الوليد بن عبد الملك.
 
الجامع الأموى
الجامع الأموى
 
وتم الانتهاء من آخر ترميم لأموي حلب فى 2006 مع بدء الاحتفالية بحلب عاصمة للثقافة الإسلامية، قبل أن يقوم مسلحون تابعون لما يسمى (لواء التوحيد) بتدميره أجزاء واسعة منه خلال سلسلة من الهجمات المتتالية للسيطرة عليه بدءا من مطلع عام 2012.
 
يذكرأن، قام مسلحون بتفكيك منبر الجامع ونقله إلى خارج البلاد، وذلك بعد قيامهم بتفجير مئذنة الجامع وفقا لمقاطع فيديو صوروها أيضا بشكل ذاتي.
 
وصنع المنبر في القرن الثالث عشر على نسختين توأمين، أرسلت الثانية إلى المسجد الأقصى بالقدس إبان دخول صلاح الدين الأيوبي إليها، لتسجل سرقته وتهجيره كواحدة من أكثر المشاهد التى آذت مشاعر حلب وسكانها، نظار لما تمثله من قيمة دينية وأثرية لهم.
 
ولأن هناك لحظات لا خيار فيها سوى المضى قدماً، توجب على الحلبيين أن يتابعوا طريقهم إلى الأمام، كما توجب على نوافذ الجامع الأموي أن تزينها الرياحين من جديد فيما يحط على قبته ومئذنته، الحمام.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة