أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: متحورات الصراع فى أوكرانيا.. أوراق وتحالفات جديدة

الأحد، 16 أكتوبر 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصراع أيضا يتحور مثل الفيروس كوفيد 19، الذى ما كاد يتراجع فى العالم بعد عامين من الإغلاق والإرباك، حتى أطلت الحرب فى أوكرانيا، لتفرض وقعها، وتعيد صراعا هو الآخر يكلف العالم المزيد من الخسائر، ويعيد ترتيب الأوراق بشكل حاد، الطاقة وسلاسل النقل تربك العالم من جديد، الأوروبيون يبدون تذمرا من استمرار تورط أوروبا فى الحرب بينما يدفعون الثمن من الاقتصاد، ترتفع الأسعار وتقبل أوروبا على شتاء مضاعف.
 
الدول تبحث عن مصالحها وسط صراع يبدو بلا نهاية قريبة، وبالتالى تظهر تحالفات ومحاولات للتكتل والتعاون لمواجهة تداعيات الأزمة وقد يسفر الأمر عن تحولات وتغيير فى شكل ومضمون التحالفات القائمة، وذلك بناء على العلاقات التجارية والاقتصادية.
 
فقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية لاستمرار رفع إنتاج النفط، لكن تحالف مصدرى النفط «أوبك بلس»، الذى قرر خفض الإنتاج بمقدار مليونى برميل يوميا، قبل أسابيع من انتخابات مهمة ستحدد ملامح المدة المتبقية من ولاية الرئيس الأمريكى جو بايدن، ووسط غضب المسؤولين الأمريكيين من القرار، الذى يدخل حيز التنفيذ بالتزامن مع انتخابات التجديد النصفى للكونجرس نوفمبر المقبل، المملكة العربية السعودية أعربت عن رفضها للانتقادات، وأكدت أن قرار «أوبك بلس» صدر عبر «توافق جماعى» بين الدول الأعضاء وأنه قرار تجارى، وبالتالى فالولايات المتحدة تسعى لضمان فوز الحزب الديمقراطى بصرف النظر عن مصالح أى أطراف أخرى، بينما كثير من العوامل تدفع إلى خسارة الديمقراطيين، حتى قبل محاولات الإنقاذ الأخيرة.
 
منتجو النقط انتقدوا سلوك الولايات المتحدة الانتهازى، حيث يرى الأوروبيون أن واشنطن تريد مصالح انتخابية حتى ولو على حساب أوروبا، ثم إن الغرب يتهم روسيا باستخدام إمدادات الغاز كسلاح ضد الغرب منذ غزو أوكرانيا، وهو اتهام نفاه الكرملين، بل واتهم أوروبا بالسعى للإضرار بالأمن الروسى، والتحالف مع الولايات المتحدة ضد المصالح الأوروبية.
 
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قال إن «الكرة، كما يقولون، هى الآن فى ملعب الاتحاد الأوروبى، نحن لا نقيد أحدا فى أى شىء»، مضيفا أن موسكو مستعدة لتوريد كميات إضافية من الغاز فى فترة الخريف والشتاء، والواقع أن استئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا أمر غير مرجح. وقد توقف «نورد ستريم 2» ويواجه «نورد ستريم 1» مشاكل، وهى مشكلات يتهم كل طرف الآخر بتخريبهما أو عرقلة الضخ.
 
أوروبا هى الأخرى تحاول الإبقاء على تماسكها، وسط تذمر شعبى فى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ومطالب بالابتعاد عن الصرع والتقارب من روسيا، وحتى داخل الاتحاد هناك دول ترفض العقوبات على موسكو، وترفض مقاطعة الغاز. 
 
الدول الأوروبية سعت لعقد اجتماع فى براغ، والذى قالت صحيفة الديلى تليجراف، إن مبرر المبادرة محاولة إغراء بريطانيا بالعودة إلى دائرة الاتحاد الأوروبى، فالمنظمة تجمع قادة جميع البلدان فى أوروبا «باستثناء روسيا وبيلاروسيا»، بما فى ذلك الدول غير الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى مثل سويسرا، لكن الرئيس الفرنسى لا يخفى غضبه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، بالرغم من حضور رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، للاجتماع الافتتاحى للتجمع الجديد فى براغ الأسبوع الماضى، وهو تجمع يبدو محاولة لإعادة ترتيب الاتحاد الأوروبى الذى يعانى من شروخ يتوقع أن تتسع. 
 
التليجراف تشير إلى خطأ دخول الاتحاد الأوروبى فى مواجهة مع بريطانيا بينما تعانى القارة من آثار حرب الطاقة الروسية على الغرب، بينما تتناول صحيفة التايمز قمة براغ من منظور آخر، ويرى برونو ووترفيلد أن الغزو الروسى لأوكرانيا جعل الحفاظ على الوحدة ضد الرئيس بوتين ضرورة دبلوماسية، لكنه أدى أيضا إلى تعميق الخصومات، وإحياء الصراعات الخامدة والنزاعات الحدودية، من البلقان إلى بحر إيجة وبحر قزوين، وحتى أرمينيا وأذربيجان اللتين شاركتا فى براغ تخوضان صراعا ضد بعضهما البعض، حيث اندلع القتال فى منطقة ناجورنى كاراباخ وأسفر عن سقوط قتلى، وهو صراع يتجدد، ويشير إلى شروخ مختلفة فى أوروبا يبدو أن الحرب وتداعياتها قد تضاعفها، أو تدفع بعض الأعضاء للمغادرة حرصا على المصالح.
 
وبجانب التحالفات السياسية، هناك تحالفات وتحركات اقتصادية وتجارية تتشكل تحت دخان الحرب، وقد تدفع لتحولات تأخذ شكلها مع الوقت، وهو ما يبدو أقرب للمتحورات التى كانت تنتج من فيروس كوفيد، حيث تتداخل التفاعلات مع التطورات لتنتج متحورات جديدة. 
 
اليوم السابع
اليوم السابع

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة