مجهود كبير تبذله قوات الجيش الصومالى وعدد من القبائل والعشائر الكبرى ضد حركة الشباب الإرهابية الصومالية، وهو ما يشير لدخول البلاد مرحلة جديدة ترسم صورة مغايرة تماما للوضع العسكرى على الأرض بعد تراجع الحركة الإرهابية، خاصة مع قيادة القبائل في محافظة هيران وسط البلاد لثورة مسلحة ضد مقاتلي الحركة الإرهابية، وذلك بعد ارتكاب الأخيرة لمجزرة مروعة في ريف مدينة بلدوين والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال، وحرق المساعدات الإنسانية التي أرسلت لإنقاذ المنطقة من الجفاف.
حركة الشباب الصومالية الإرهابية تبنت الهجوم الدموي والمجزرة التي ارتكبتها الحركة في هيران، ما دفع عشائر وقبائل المدينة للتمرد على مقاتلي الحركة الذين يحاولون فرض ما يسمى بـ"الزكوات"، وهي ضريبة مالية تأخذها الحركة من المواطنين الصوماليين والشركات والأفراد والتهاون في دفعها من شأنه أن يعرض صاحبه لخطر الاستهداف المباشر والتنكيل والقتل، ودفعت المجزرة المروعة التي ارتكبتها حركة الشباب الإرهابية العشائر والقبائل لرفع السلاح والتوجه لتمركز الحركة الإرهابية والدخول في اشتباكات مباشرة ضدهم، وعقد رموز وأعيان عشائر هيران الصومالية اجتماعًا للدعوة للقتال وتحرير أراضيها من قبضة حركة الشباب الإرهابية، وهذا ما حدث في الأيام التالية من الهجوم.
شكلت عشائر هيران الصومالية قوات محلية أطلق عليها "معويسلى" والتي تضم خيرة شباب العشائر الراغبين فى وضع نهاية حتمية لخطر حركة الشباب الإرهابية على أبنائها واراضيها، وقتلت القوات الصومالية العشرات من مسلحي الحركة في كمين في قرية هالفولي على حدود هيران وشبيلي الوسطى وحرق مركبة لحركة الشباب الإرهابية.
وتحتاج القبائل والعشائر الصومالية إلى الدعم من القوات المسلحة الصومالية لتحرير معظم مناطق هيران، وكشف الإعلام الحكومى الصومالى عن قتل أكثر من 200 مسلح من حركة الشباب الإرهابية في العمليات العسكرية المستمرة منذ حوالي ستة أسابيع.
وتتقهقر حركة الشباب الإرهابية على عدة جبهات في وسط وجنوب الصومال، ووصل صدى ثورة قبائل هيران إلى مناطق أخرى من البلاد تحديدًا في محافظة جلجدود بولاية غلمدغ ومحافظتي باي وبكول بولاية جنوب غرب، وتعهدت العشائر في جلجدود ببدء حرب لتحرير أراضيها من قبضة حركة الشباب الإرهابية في الصومال.
حررت القوات الحكومية الصومالية بدعم من القبائل العديد من القرى في جلجدود بواسطة عمليات مشتركة، ومن بين هذه القرى والبلدات وهي علي ويْد، ذسَقَ، ميْغاغ دوب، أبورييْ وغيرها من القرى.
ولاية جنوب غرب الصومال تعد أكثر الولايات التي تشهد تحركات مكثفة من السلطات المحلية لقيادة الحرب المقبلة ضد حركة الشباب الإرهابية، وشنت القوات المحلية بالتعاون مع الفرقة 60 من الجيش الصومالي المتمركز في مدينة بيدوا عمليات عسكرية نوعية ضد معاقل الحركة الإرهابية في محيط بيدوا وريف مدينة حُدُر وبردالي، ونجحت القوات المشتركة المكونة من قوات الجيش الصومالي والعشائر في تحرير عدد من البلدات، وشنت عمليات لتمشيط الطريق الرابط بين مدينتي بردالي وبيدوا الصومالية.
اللافت في العمليات التي تشنها القوات الصومالية بدعم القبائل والعشائر أن الحركة الإرهابية طلبت التفاوض لأول مرة مع القبائل لتحييدها عن العملية العسكرية التي تقودها القوات المحلية الصومالية، وهو ما يؤكد أن ثورة القبائل وعمليات الجيش الصومالي ساهمت بشدة في شلّ قدرات حركة الشباب الإرهابية.
القوات الحكومية الصومالية تعول على القبائل والعشائر المتمركزة في جنوب غرب للتصدى لحركة الشباب الصومالية التي فرت إلى هذه المناطق، وطالبت القوات الصومالية سكان الولاية بضرورة الاستعداد لخوض حرب شعواء ضد عناصر حركة الشباب الإرهابية الفارين.
العملية العسكرية الكبيرة التي تقودها القوات الصومالية بدعم من القبائل يتوقف نجاحها على مدى استمرار حكومة الصومال في دعم القبائل والعشائر التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش بتوفير الأسلحة والعتاد اللازم للاستمرار في العملية العسكرية ضد حركة الشباب الإرهابية.
الجهد الكبير الذي تقوده قوات الجيش الصومالي بدعم من القبائل والعشائر يشير إلى أن الحرب على الإرهاب تحتاج إلى تكاتف جميع أبناء الشعب الصومالي لأن مؤسسات الدولة الوطنية تحتاج دائما إلى دعم شعبي من المواطنين كي تكون قادرة على ملاحقة الجماعات المتطرفة وتدمير قدراتها وتحجيم دورها في المدن والبلدات الصومالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة