مشاهد وصول الوفود المشاركة فى قمة المناخ COP27 فعلا تسُر الناظرين وتشرح الصدور وتبعث بالآمال، فها هو مطار مدينة السلام يتزين بالأعلام وبحفاوة الاستقبال، وها هى المدينة الخضراء في أبهى صورها، حيث الاقتصاد الأخضر، والطاقة النظيفة، والنقل الذكى، والحدائق والمنتزهات في كل الأرجاء، وها هو العالم يأتي إليها بعد أن صدعونا أهل الشر بالضعف والعحز.
نعم عمار يا مصر.. من كان يُصدق أن مصر بعد 2011 التي انهار اقتصادها وتعرضت لخطر الإرهاب، وسيطرت الفوضى على شوارعها 2012، أن يكون هذا حالها، وأن يصبح العالم كله في حضرتها.. وتنقذها العناية الإلهية من الوقوع في فخ الصراعات كما هو الحال في بلاد مجاورة..
ومن كان يُصدق أن تفرض مصر كلمتها من جديد، وتستعيد عافيتها وريادتها في القارة السمراء والمنطقة العربية والأوسطية، لتدافع عن حقوق الضعفاء، وتقف للقوى بالمرصاد لحماية الضعيف من جشع المصالح والنفوذ.. !!
عمار يا مصر.. وهى ترسل رسائل القوة والعزة بأنها قادرة على تنظيم أكبر المؤتمرات والأحداث الدولية ما يؤكد الريادة والاستقرار الأمني والسياسى، والقدرة على التطور وهى تعرض جهودها التنموية لخلق حياة أفضل لمواطنيها بتسويق مشروعاتها وإنجازاتها لجذب الاستثمارات وتعزيز المكانة الاقتصادية والسياحية للتأكيد على عراقتها.
من كان يُصدق أن تلك الشوارع التي عجت بالعشوائية لعقود، تتزين الآن بالمشروعات والبناء والعمار، وتواكب العالم في مسارات التنمية المستدامة، خاصة مسار الطاقة الجديدة والمتجددة، وذلك في إطار رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية لتغير للمناخ 2050 والاستراتيجية الوطنية الهيدروجين الأخضر، وغيرها وما شملته تلك الاستراتيجيات والجهود من مشروعات توليد الطاقة الخضراء على امتداد رقعة الجمهورية الجغرافية..!!
عمار يا مصر.. وهى تبث بارقة أمل للعالم نحو تحويل الوعود إلى تنفيذ فعلى على أرض الواقع، والوصول إلى توافق دولي لمواجهة الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية، وفى مقدمتها الجفاف والتصحر والفيضانات وحرائق الغابات والأزمات الغذائية والصحية والهجرة غير الشرعية وغرق عدد من المناطق الساحلية جراء ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، وغياب الاستقرار ونشوب الصراعات المسلحة.
من يُصدق أن مصر التي كان مخطط لها أن يتكاثر عليها الجميع لنهبها هي من تفاوض العالم الآن اقتصاديا وسياسيا لإبرام شراكات وتوفير مصادر تمويل إضافية من المنظمات الدولية لتمويل مشروعات التصدى لتغير المناخ..!
وأخيرا.. لا نملك إلا أن ندعو الله بحفظ مصر والمصريين من مخططات أهل الشر والخراب، وأن يتحقق على أرضها الرخاء والاستقرار، وأن يكتب لهذا المؤتمر النجاح في تحقيق أهدافه ويكون لبنة مهمة في تحقيق العدالة المناخية في العالم..