أحمد التايب

قمة المناخ بشرم الشيخ.. بين الفرص والمخاطر

الجمعة، 04 نوفمبر 2022 09:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن لم يتم تدارك أزمة المناخ فإنه سيعانى مستقبلا ما يقرب من 325 مليون شخص من الفقر المدقع، كما سيضطر ما يقرب من 216 مليون شخص للهجرة الداخلية نتيجة للتغيرات المناخية، أرقام مرعبة أردت أن أبدأ بها مقالنا اليوم، لنعى جميعا أهمية هذه القضية وهذا التهديد، خلاف أن هذه التوقعات تشير إلى أن معدل الكوارث البيئية والمناخية سيبدأ في التضاعف بنحو 3 أضعاف خلال المرحلة القادمة، وذلك يتمثل ذلك في العديد من الظواهر مثل الموجات الحارة، والجفاف، وتلف المحاصيل الزراعية، والفيضانات، وحرائق الغابات.

وللأسف أن كل هذه الظواهر شهدها العالم خلال العامين الماضيين، ما يعنى أن أطفال اليوم سيواجهون كوارث مناخية بنحو 3 أضعاف ما واجهها أجدادهم، إضافة إلى انتشار الأمراض التنفسية والقلب.

لذا،، تأتى أهمية قمة المناخ في شرم الشيخ ودورها في حماية كوكب الأرض وإنقاذه من التدهور والانهيار، وبإذن الله تعالى مصر قادرة أن تصل للهدف وتنجح فى ظل المشاركة الدولية الواسعة من مختلف أنحاء العالم، حيث من المرتقب أن يحضر أكثر من 40 ألف شخص يمثلون حوالي 197 دولة، وعشرات المنظمات الدولية والإقليمية، ما يؤكد أن هذه القمة فرصة تاريخية للتأكد أن العالم يسير على المسار الصحيح لخفض الانبعاثات الحرارية وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة النظيفة.

بل أنها فرصة تاريخية لأفريقيا على وجه الخصوص، لأن الغالبية العظمى من تأثير الانبعاثات الحرارية يأتي من 20 دولة، الأكثر تقدمًا في العالم، وهناك حوالي 48 دولة مسؤولة عن 55٪ من جميع الانبعاثات في العالم،بينما تمثل إفريقيا ككل 3 ٪ فقط من إجمالي الانبعاثات، ومع ذلك فإن 17 دولة من أكثر البلدان المعرضة للخطر في العالم موجودة في إفريقيا.

لذلك فإن العالم بحاجة إلى التوافق على استراتيجية عالمية لحماية المناخ، قائمة على مبدأ الضمير والعدالة لا التسويف والأنانية حتى يتم الحفاظ على الثروات والمقدرات، وحتى لا تتفاقم الكارثة أكثر  من ذلك وتتحول إلى صراعات وهلاك للكون جراء الكوارث البيئية من انتشار الأوبئة والجفاف والحرائق والفيضانات والأعاصير، وقتها لا يكون هناك إلا الخراب والدمار.

وأخيرا..  لا حل إلا من خلال إنهاء دعم الوقود الأحفوري، والتخلص التدريجي من الفحم، وتحديد سعر الكربون، وحماية المجتمعات الضعيفة، والوفاء بالتزام تمويل المناخ بقيمة والتي قدرت بـ 100 مليار دولار، حال حدوث هذا فإن الأمور ستسير نحو الأفضل .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة