سما سعيد

أخلاقنا الجميلة.. الكريسماس والشعب الذى يعشق الفرح

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022 01:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عام آخر قارب على الانتهاء، نسجت فيه أفكار جديدة فى عقولنا، ونُسل منه الألم والحزن وأصبح ذكريات ماضية، كانت سنة مليئة بالتحديات على المستوى الشخصى والوطنى، كثرت فيها الأحداث، ولكنها مازالت مثل نهاية كل عام، صفحة مطوية عن الألم وبداية جديدة للطموح والعمل، انتهاء سنة مليئة بذكريات جديدة عاصرناها سوياً بأفراحها وانجازاتها، والآن ننتظر قدوم العام الجديد بكل أمل وتفاؤل، ومع كل خطوة نجد مظاهر الاحتفال بالكريسماس أو رأس السنة يزداد شعورنا بالدفء وحب وطن لا يفرق فى احتفالاته بين أحد، بل ونتسارع حول إمكانية الاستمتاع به كيوم راحة أو عطلة أو حتى لمشاركة الأبناء فى صناعة ذكريات جميلة مليئة بالمودة والحب مع بداية عام جديد لهم.

قبيل نهاية كل عام أجلس اتذكر ما حققته وما عجزت عن تحقيقه، وكأنها فترة لإعادة الحسابات وضبط المسار من جديد، لا أحزن على عام مضى، ففى مروره أكتسب خبرات ومؤهلات جديدة دائماً، أتذكر طفولتى واحتفال الأسرة بالعام الجديد الذى أحاول قدر المستطاع أن تكون هى نفس ثقافة أبناى، فهو ليس عيد خاص بفئة بعينها، بل هو عيد لكل المصريين مهما اختلفت عقيدتهم أو انتمائهم، نجلس فى البيت متجمعين، نشاهد التلفاز واحتفالات العام الجديد حول العالم أو ربما فيلماً سينمائياً ارتبطنا به منذ الطفولة مع بداية السنة الجديدة، حتى ملابس بابا نويل التى تباع فى المحلات، واكسسواراته التى تباع فى إشارات المرور والمحلات، حتى ملابس المنزل التى قد تحتوى على تفاصيل هذا اليوم البارد الملىء بدفء العائلة والاحتفال.

حفر على الجدران وشيد فى التاريخ العديد من القصص والصور التى أوضحت مدى اهتمام المصريين منذ زمن بعيد بالأعياد ليس فقط بالاحتفال بها بل وصل إلى حد تقديسها واعتبارها منفذ للتقرب من الله بزيادة جرعة السعادة وتوزيع الحلوى والنذور تيمناً بهذه الاحتفالات.

وهناك الكثير المناطق فى مصر مؤخرا اتخذت اتجاه آخر فى طريقة الاحتفال بالعام الجديد، وهو تزيين الشجر فى الشوارع لزيادة البهجة والسعادة لكل المارين به من أضواء و شرائط سلوفان لامعة مثل زينة رمضان وعلى الأغلب جميعها بمجهود ذاتى وتعاون من الجميع، نفرح سوياً ونحزن سوياً، هذه هى مصر، التى تبحث عن السعادة والفرح، والاحتفال بأى مناسبة أو عيد أو إنجاز.. المصريون شعب يعشق الفرحة.

ازدادت سعادتى أمس بفرح المصريين فى الشارع بتأهل المنتخب المغربى، وعلى الرغم من اختلاف الثقافة نسبياً فيما بيننا إلا أننا شاركناهم الفرحة وكأننا نبحث عن السعادة فى أقل التفاصيل ونعتبر فرحة من منا كأنها فرحتنا مهما اختلف الدين أو الثقافة، كما هو الحال فى العديد من الدول العربية التى تتخذ من مصر نموذجا عملياً تحاول مواكبته ومسايرته.

فالفرح والسعادة ليست ذات انتماء معين، وليست مقرونة بحدود، السعادة فى مصر مُعدية، تنتقل من شارع إلى شارع ومن حارة إلى حارة لتتحول لعيد جديد فى سجل التاريخ للمصريين، فلنفرح سوياً ونجتمع على السعادة، فهى السبيل الحقيقى للوصول لراحة البال والطمأنينة وايضاً السبيل لرسم طريق جديد ملىء بالأمل للمستقبل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة