سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 15 فبراير 1970.. فى تصعيد لحرب الاستنزاف.. ضابط يرتمى على الألغام ليعبر زملاؤه على جسده لتنفيذ العملية البطولية «شعير» ضد القوات الإسرائيلية بمنطقة «جزيرة البلاح»

الثلاثاء، 15 فبراير 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 15 فبراير 1970.. فى تصعيد لحرب الاستنزاف.. ضابط يرتمى على الألغام ليعبر زملاؤه على جسده لتنفيذ العملية البطولية «شعير» ضد القوات الإسرائيلية بمنطقة «جزيرة البلاح» الفريق أول محمد فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصاعدت العمليات والمعارك الحربية على جبهة القتال المصرية ضد إسرائيل منذ أوائل عام 1970، وذلك بعد تعيين الجنرال «شارون» قائدا للجبهة الإسرائيلية شرق قناة السويس، حسبما يذكر الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية وقتئذ فى مذكراته «حرب الثلاث سنوات، 1967 - 1970»، مضيفا: «كنا نعلم تخصص شارون فى العمليات الخاصة، وعمليات الإبرار، ومن ثم احتمال أن يقوم العدو بعمليات وإغارات على الطرق والكبارى والقوات المنعزلة، فتطلب الموقف مواجهة الخطط الجديدة للعدو، وذلك برفع الروح القتالية فى القوات بأى ثمن».
 
كان ذلك أثناء حرب الاستنزاف التى يخوضها الجيش المصرى ببسالة ضد القوات الإسرائيلية بعد هزيمة 5 يونيو 1967، ويعتبر الفريق عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثانى، فى مذكراته «حروب مصر المعاصرة»، أن المرحلة من بداية عام 1970 وحتى 8 أغسطس 1970 «كانت حرب الإرهاق الحقيقى التى شهدت اقتحام قواتنا للمواقع الحصينة للعدو»، ويذكر الفريق فوزى، أن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أصدرت تعليماتها منذ بداية 1970 بالتخطيط لمهاجمة نقاط العدو القوية، والاستعداد للقيام بعمليات عبور، والقيام بالإغارات والكمائن فى عمق العدو.. يضيف: «حتى نبدأ عام 1970 بداية قوية ناجحة وبأسلوب علمى وعملى سليم ورفعا للمعنويات، تم عقد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية حضره الرئيس جمال عبدالناصر فى مساء يوم 6 يناير 1970، واجتماع آخر يوم 10 يناير 1970، واستمع الرئيس إلى جميع قادة القوات المسلحة، وحصل بنفسه على استعداد القوات المسلحة للاستمرار فى تصعيد العمليات العسكرية بروح قتالية عالية»، مؤكدا أن الظروف قد تضطرنا إلى العبور هذا العام «1970».
 
فى هذا السياق تمت أولى العمليات الناجحة لقواتنا المسلحة فى 15 فبراير، مثل هذا اليوم، 1970، وفقا للفريق فوزى، وكانت «إغارة ليلية على موقع العدو الحصين شمال جزيرة البلاح «جنوب مدينة القنطرة 5 كم» بهدف الحصول على أسرى ووثائق».. يذكر الفريق عبدالمنعم خليل وقائع هذه العملية التى تمت من الجيش الثانى الذى يقوده، قائلا فى مذكراته: «قامت مجموعة من اللواء 134 التابع للفرقة 18 للمشاة ليلة 15 فبراير 1970 بإغارة ليلية على موقع العدو الحصين بمنطقة جنوب القنطرة، يطلق عليها شمال البلاح لوقوعه عند تفريعة جزيرة البلاح التى تتفرع عندها القناة إلى فرعين يلتقيان ثانية عند موقع جزيرة البلاح».
 
يضيف «خليل»: «سميت العملية «شعير» نسبة إلى قائد اللواء الذى خطط لها، وتولى قيادتها، وبدأت بتمكن القوة من عبور قناة السويس بالقوارب، وتسلقت الميل الحاد للضفة الشرقية للقناة ، وأتم المهندسون فتح الثغرة المطلوبة، ولكن انفجر لغم فى إحدى الأرجل، فانقلب الاقتحام الصامت إلى اقتحام صاخب، أى تحت ستر النيران، واندفعت القوة إلى داخل الموقع مستخدمة القنابل اليدوية والرشاشات، وقامت بتفتيش الموقع، واستولت على عدد من الأسلحة والرشاشات وشرائط ذخيرة، وقامت بنسف مخازن الذخيرة والألغام، وتوالت الانفجارات فى الموقع وانسحبت القوة تحت ستر وحماية قواتنا من الضفة الغربية للقناة، وسحبت القتلى والجرحى، وحول العدو أرض المنطقة إلى نهار بواسطة مشاعل ألقتها الطائرات حتى تستطيع التدخل».
 
يذكر «خليل» أهم نتائج هذه العملية، ويحددها فى: «انفجار اللغم مصادفة أعطى للعدو فرصة للهروب من السراديب خارج الموقع، ولم تتمكن القوة من الحصول على أسرى، وظهرت فى هذه العملية بطولات نادرة أهمها، أن فرد المهندسين الذى انفجر اللغم فيه وهو يفتح الممر للقوة ارتمى على الأسلاك والألغام الأخرى ليعبر باقى الرجال على جسده، وبطل آخر تطوع باستكمال نسف مخزن الذخيرة الذى لم تشتعل فتيلة الانفجار الخاصة به، وتم تفجيره باليد، ولكنه استشهد، وفقد البطل الأول قدمه، وبطل آخر ظل يفتش على أفراد العدو ليصطاد أسيرا إسرائيليا وينال وسام بطل الجيش الثانى».
 
يؤكد خليل: «كان اقتحام هذا الموقع بالمواجهة كأسلوب آخر من أساليب الاقتحام، لأن ما تم من قبل فى عام 1968 فى الإغارة على مواقع العدو فى الدفرسوار تم الاقتحام من الخلف».. يذكر الفريق فوزى: «فقدنا فى هذه المعركة ثلاثة رجال أبطال ضحوا بأرواحهم فى سبيل نجاح العملية، والحقيقة وللتاريخ كانت نتائج هذه العملية ذات عمق كبير أضاءت الأمل فى اقتحام مواقع العدو الحصينة بالمواجهة ليلا، وهروب قائد الموقع ورجاله أمام شجاعة جنود مصر».. يضيف فوزى: «صممت قيادة الجيش الثانى الميدانى على إعادة اقتحام هذا الموقع مرة أخرى فى أقرب فرصة مستفيدة من نتائج هذه الإغارة».   









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة