دخلت العملية الروسية التي تقودها موسكو في الأراضي الأوكرانية أسبوعها الرابع، وسط تراجع نسبي لوتيرة الهجمات التي تدور حول العاصمة كييف، وقلق علي الصعيد العالمي لوقف التصعيد الذي ألقي بظلاله علي الأسواق العالمية.
وصباح الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أخرجت 128 منشأة عسكرية عن الخدمة في أوكرانيا، ودمرت 7 مستودعات للأسلحة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية إن الأهداف التي تمت إصابتها، تشمل أيضا منظومة Buk-M1 للدفاع الجوي وأخرى من طراز Osa، إضافة إلى 4 محطات رادار و4 مراكز قيادة و68 موقعا لتمركزا لمعدات العسكرية.
وأضاف كوناشينكوف أن القوات الروسية أسقطت مساء الثلاثاء طائرتين أوكرانيتين من طراز "سو-25" في مقاطعة تشيرنيهيف وأخرى من طراز "ميغ-29" في منطقة نوفايا بيكوفكا، بالإضافة إلى 4 طائرات مسيرة.
وبلغ إجمالي المعدات العسكرية الأوكرانية التي تم تدميرها منذ بداية العملية 111 طائرة، و68 مروحية، و160 طائرة مسيرة، و159 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و1353 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و129 راجمة صواريخ و493 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و1096 مركبة عسكرية خاصة.
في سياق متصل، ذكر المتحدث أن قوات جمهورية لوجانسك الشعبية في إطار عملياتها الهجومية المتواصلة، تخوض معارك داخل مدينة سيفيرودونتسك في أحيائها الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية.
وبحسب البيان، طورت وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية هجومها أيضا وسيطرت على بلدات ميخيلوفكا وستافكا وبوتمانكا وفاسيلييفكا، فيما لا يزال القتال حول بلدة فيرخنيتوريتسكويه جاريا.
من جانبه، أعلن مقر الدفاع الإقليمي لجمهورية دونيتسك الشعبية عن إجلاء 312 شخصا من بينهم 88 طفلا من مدينة ماريوبول وضواحيها إلى منطقة "نوفوآزوفسكي" بالجمهورية، وذلك علي مدار الساعات الأربع والعشرون الماضية.
ويتواجد من تم إجلائهم في نقطة الإغاثة التي تم نشرها من قبل قوات وزارة الطوارئ في جمهورية دونيتسك الشعبية. وقد تم إجلاء 1317 شخصا في الفترة من 5 مارس وحتى صباح الأربعاء.
ومساء الثلاثاء، أفادت وكالة "تاس" بأن القوات الخاصة الروسية صفّت ضابطين كبيرين في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في ضواحي كييف، توسّط أحدهما قائمة المطلوبين لروسيا.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله إن "القوات الخاصة الروسية صفّت اثنين من كبار الضباط بمديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية قرب كييف".
وأوضح المصدر أن "الضابطين هما العقيد أوليج أحمدوف والنقيب أول دميتري سايشوك، مشيراً إلى أن "أحمدوف كان على قائمة المطلوبين لروسيا".
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في رسالة بالفيديو على "تلجرام" الأربعاء إن مواقف الطرفين في المفاوضات بين كييف وموسكو تبدو أكثر واقعية.. الاجتماعات مستمرة، كما علمت، تبدو المواقف في المحادثات أكثر واقعية. ولكن لا يزال هناك وقت لاتخاذ القرارات لتكون في مصلحة أوكرانيا".
ومساء الثلاثاء، قال زيلينسكي إن أوكرانيا تتفهم أن الباب ليس مفتوحا أمامها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وبالتالي تقترح طريقة لحماية نفسها بشكل مستقل بشرط الحصول على ضمانات أمنية.
وأضاف الرئيس الاوكراني في خطاب عبر الفيديو: "إذا لم يكن بوسعنا الدخول من الأبواب المفتوحة، فعلينا التعاون مع الكيانات التي يمكننا التعاون معها، والتي ستساعدنا، وتحمينا والحصول على ضمانات منفصلة"
وفي الولايات المتحدة، علّق البيت الأبيض على فرض موسكو عقوبات على الرئيس الأمريكي جو بايدن و12 مسؤولا آخرين، مشيرا إلى أنه متأكد من أن التواصل مع موسكو سيكون متاحا إن دعت الحاجة، بغض النظر عن العقوبات.
وقال البيت الأبيض تعليقا على العقوبات الروسية: "متيقنون من أنه إذا كنا بحاجة للتواصل مع روسيا فإن هذا سيكون ممكنا".
وتضمنت قائمة العقوبات الروسية التي تم إعلانها مساء الثلاثاء، الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ، بالإضافة إلى لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي، ومارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة، وجاكوب سوليفان مساعد رئيس الولايات المتحدة للأمن القومي، وويليام بيرنز (مدير وكالة المخابرات المركزية).
وتنص العقوبات علي حظر أي ممتلكات أو حسابات مصرفية داخل روسيا، أو أي معاملات مالية بخلاف إداراجهم علي قوائم الممنوعين من دخول الأراضي الروسية.
كما شملت الأسماء كل من جين بساكي السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، وداليب ساين نائب مساعد رئيس الولايات المتحدة للأمن القومي، وساماناثا باور مديرة وكالة التنمية الدولية، وهانتر بايدن نجل رئيس الولايات المتحدة، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة السابقة للرئاسة، وريتا جو لويس رئيسة مجلس إدارة بنك التصدير والاستيراد.
وأوضحت الخارجية الروسية أن فرض العقوبات الشخصية الروسية ضد قادة أمريكيين وأشخاص متصلين بهم جاء ردا على سلسلة عقوبات غير مسبوقة، بما فيها تلك التي تحظر دخول كبار مسؤولي روسيا الاتحادية إلى أراضي الولايات المتحدة