أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد جمعة

جواز السفر المصرى.. أزمة أوكرانيا

السبت، 05 مارس 2022 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحداث متسارعة وتطورات متلاحقة كل دقيقة تشهدها دول العالم منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية داخل الأراضي الأوكرانية، وهي العملية التي تسببت في ردود أفعال واسعة في العالم أجمع، وتابعنا على مدار الأيام الماضية نتائج العمليات العسكرية إلا أن تركيزنا الأكبر كان متابعة أوضاع الجاليات العربية بشكل عام والجالية المصرية بشكل خاص، والتي تتواجد في الأراضي الأوكرانية سواء بغرض العمل أو الدراسة.
 
حالة من القلق والترقب سادت في مصر خوفًا على حياة أكثر من 6 آلاف مواطن مصري يتواجدون في الأراضي الأوكرانية إلا أن التفاعل السريع للدولة المصرية، وفي مقدمتها وزارة الخارجية التي تحركت بشكل عاجل عبر سفارة مصر في كييف وسفارات مصر في دول الجوار الأوكراني، لبحث سبل إعادة المواطنين العالقين، خاصة في المناطق التي تشهد حرب مستعرة خاصة في مدينة خاركيف شرق أوكرانيا، يشير إلى وجود استراتيجية حقيقية لدى مصر تجاه أبنائها في الخارج خلال الأزمات.
 
جزء من استراتيجية الجمهورية الجديدة في مصر ظهرت في تعامل مؤسسات الدولة المصرية مع أزمة المصريين العالقين في أوكرانيا أو دول الجوار الأوكراني، فقد عملت وزارة الخارجية والوزارات الأخرى المعنية على مدار الساعة، وذلك لتأمين عمليات إجلاء المواطنين المصريين العالقين بالتنسيق والتعاون مع أبناء الجالية المصرية التي تتواجد على الأرض في مدن أوكرانيا، ونجحت تلك الجهود في تأمين عملية إجلاء المواطن المصري الوحيد المصاب في أوكرانيا رفقة أسرته إلى بولندا تمهيدا لنقله إلى القاهرة بعد استقرار حالته الصحية، بالإضافة إلى تأمين عملية إجلاء المئات من المواطنين المصريين الذين تمكنوا من الانتقال لدول الجوار الأوكراني.
 
وأنا أتابع التحركات التي تقوم بها الدولة المصرية تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه المصريين العالقين في أوكرانيا تذكرت فترة من الفترات التي سعت خلال بعض الأصوات للتقليل من شأن "جواز السفر المصري" في إشارة خبيثة لعدم اهتمام الدولة المصرية بأبنائها المتواجدين في الخارج، وهو ما ثبت عكسه في أزمة العالقين بأوكرانيا، وثبت لكل العالم بشكل فعلي أن مصر حريصة على كل أولادها المتواجدين في الخارج ولا تتوانى أبدا في تقديم كافة سبل الدعم لهم، وهو نفس الأمر الذي حدث مع المصريين الذين علقوا في بعض الدول عقب الانتشار الواسع لفيروس كورونا وتعليق رحلات الطيران في عدة دول، وهو ما دفع مصر لإعادة أبناءها من الخارج وتقديم لهم كافة سبل الدعم اللازم.
 
الجهود المكثفة التي تقوم بها الدولة المصرية تشعر كل مواطن بالفخر لأن مصر الجديدة حريصة على مواطنيها في الخارج ولا تتركهم أبدا في ظل الظروف الصعبة لأنهم جزء أصيل ولا ينفصلون عن المجتمع المصري، قرأت خلال الأيام الماضية منشورات وشاهدت مقاطع مصورة لشباب مصري تمكن من الخروج من أوكرانيا إلى دول الجوار الأوكراني يثمنون ويفتخرون بمصر ومؤسساتها التي بذلت جهدا مضاعفا تجاه أبناءها في الخارج، وحرص هؤلاء على إظهار جواز السفر المصري كنوع من الفخر والانتماء لهذا البلد.
 
الدور الكبير للمصريين في الخارج الذين فتحوا منازلهم لأي مواطن مصري عالق في أوروبا عقب خروجه من الأراضي الأوكرانية يثبت أن هذا الشعب الجميل والأصيل يتمسك بالصفات الحسنة التي ترسخت بداخلنا وهي فطرة طيبة تتواجد داخل شريحة واسعة من المصريين ونحتاج فعليا إلى الحفاظ على هذه الصفات الرائعة والتمسك بها دائما وتوريثها إلى أبنائنا.
 
الحقيقة أن مؤسسات الدولة المعنية وخاصة وزارة الخارجية تستحق الشكر والثناء على ما يقدمه الطاقم الدبلوماسي العامل في سفارات مصر بالخارج بشكل عام وسفراء مصر في كييف ودول الجوار الأوكراني، ويعمل هؤلاء على مدار الساعة بدون نوم من أجل تأمين عملية إجلاء كل المصريين العالقين داخل المدن التي تشهد اشتباكات في أوكرانيا.
 
خلال تغطيتي لأنشطة وزارة الخارجية باعتباري المحرر الدبلوماسي في الصحيفة تابعت مع المكتب الإعلامي للوزارة والقطاع القنصلي عشرات الاستغاثات والمشكلات التي تصلنا من المصريين في الخارج، ولم يقصر الطاقم الدبلوماسي ولو مرة واحدة مع أي استغاثة تصل من أي مواطن مصري في الخارج، يتم التعامل مع آلاف المشكلات وحلها بمتابعة دقيقة من القطاع القنصلي والإدارات المعنية داخل وزارة الخارجية. 
 
الموقف المصري تجاه الأزمة الأوكرانية سواء بالتحرك السريع لتأمين عمليات إجلاء أشقاءنا أو الموقف الدبلوماسي الذي عبرت عنه وزارة الخارجية ذكي وحصيف، شددت مصر على ضرورة البحث عن الحل السياسي لإنهاء الأزمة لإيمان مصر الراسخ بقواعد القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وإشارتها أيضا إلى ضرورة البحث عن جذور ومسببات الأزمة الراهنة، والتعامل معها بما يضمن نزع فتيل الأزمة.
 
تمسك مصر بآليات النظام الدولي متعدد الأطراف في منهج العقوبات الاقتصادية يؤكد الحرص المصري على عدم تكرار الدول الغربية لأخطاء الماضي، وأهم ما ورد في البيان المصري هو الدعوة لضرورة تحلى كل الأطراف بالمسئولية الواجبة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية لكل محتاج، دون أي تمييز، مع كفالة مرور المقيمين الأجانب بانسيابية عبر الحدود، حيث وردت بعض التقارير عن معاملات تمييزية، وأشارت مصر إلى أن فاعلية ومصداقية قدرة آليات العمل الدولي متعدد الأطراف في مواجهة التحديات والأزمات المتلاحقة يعتمد على تناول كافة الأزمات الدولية وفقاً لمعايير واحدة وثابتة متسقة مع مبادئ الميثاق ومقاصده دون أن تمر عقود تم خلالها تكريس الأمر الواقع والمعاناة الإنسانية.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة