قولا واحد إن ما تكشفه حلقات مسلسل الاختيار 3 كل يوم من تسجيلات سياسية، أحدث حالة من التفاعل الجماهيرى، وأنعش ذاكرة المشاهدين لأحداث هي الأخطر في تاريخ البلاد في العصر الحديث، لكن حيوية هذه التسجيلات ليس فقط تذكر أحداثها بقدر تدبر هذه الأحداث وفهمها على كافة المستويات، فالأمور الآن مستقرة بالنسبة للمشاهد وليس هناك تداخل أحداث أو تزاحم معارك أو تشوش أفكار وقت هذه الأحداث، لذلك فإن التفاعل مع المسلسل جاء بقدر كبير من الحيوية فتحقق النجاج والاستحسان.
وأعتقد أن حرص الجميع على متابعة المسلسل والتعلق به خاصة الجيل الجديد من هم فى عمر العشرينيات يعود إلى أن هذا السن لا يمكن أن يُدرك وقت الأحداث الحكم على الأوضاع ولا يعلم حجم المؤامرة في ظل الحالة الثورية والزخم الإعلامى، لذلك أقول إن لم يحقق المسلسل أية مكاسب فيكفيه فقط تفاعل هذا الجيل معه، لأنه من المؤكد أن المسلسل وضع كثيرا من الحقائق أمامهم، فنعم هم شاهدوا كثيرا من هذه الأحداث في وقتها لكن كانوا في سن لا يسمح بفهم الأمور كما ينبغي وعلى كافة الأصعدة، وعلى قدر التحديات.
لذلك كانت التسجيلات بمثابة المفاجأة التي تم العمل عليها من قبل صناع العمل باحترافية شديدة، فكانت النتيجة أنها ساهمت في تقديم حقائق ووثائق أكبر من الخيال أو مما كان يتوقع، لذلك فقد التف حول المسلسل كافة الأعمار لمتابعة حالة من الإبداع تتجسد يوميا من خلال ملحمة درامية هي سابقة من نوعها من حيث إن معظم رموزها وأبطالها أحياء يرزقون ليكون العمل الأول الذى يظهر به رئيس الجمهورية فى الدراما المصرية أو العربية.
بجانب قدرة الممثلين على تجسيد الشخصيات بجدارة واستحقاق وبشكل أجمع عليه الجميع والنقاد، وأولهم الفنان ياسر جلال الذى أبدع فى تجسيد شخصية الرئيس السيسى بتلقائية وبساطة دخلت القلوب، وصدقها أيضا الناس، وشهد النقاد والمشاهدين بقوة الأداء، وكذلك إبداع أبطال العمل كالمبدع أحمد عز وكريم عبد العزيز وأحمد السقا، خلاف وجود مخرج قادر على التميز وهذا ما لمسناه في الإيقاع السريع والمشاهد الحية وتوظيف التسجيلات بشكل زاد من الإثارة والتشوق والمهنية، ووجود أيضا مؤلف وكاتب استطاع تقديم العمل وصف بالملحمة وبأفضل شكل على مستوى الدراما.
وأخيرا، نستطيع القول إننا أمام ملحمة درامية تسهم حقا في إيقاظ الوعى وتزيد من الحس الوطنى والإنسانى معا، لينجح الجزء الثالث من النجاح في التحدى التي كان يواجهه بعد نجاح الجزء الأول والثانى..