هل تراجع فيروس كورونا أم أنه سيعود ليواصل تهديد البشر، وما هو المتوقع خلال الشتاء المقبل، ومصير حملات التلقيح وتحركات البشر؟، أسئلة تعود إلى الواجهة بعد أكثر من عامين واجه العالم الفيروس التاجى، ودفعت الدول والأفراد كثيرا من أجل التخلص من الفيروس، فى الوقت الذى تتجه دول العالم لتخفيف إجراءات التعامل مع فيروس كورونا، وتزدحم المطارات والموانئ بالمسافرين.. ويبقى النقاش بين التفاؤل والتشاؤم، التفاؤل بنهاية الفيروس بصورته الوبائية وتحوله إلى فيروس موسمى، والتشاؤم باستمرار «كوفيد - 19» وتطوراته وطفراته ليواصل التهديد.
وفى الوقت الذى تتعامل دول العالم باعتبار الفيروس انتهى أو اقترب، هناك تقارير تشير إلى أن أخبار كورونا هى التى تراجعت لصالح الحرب فى أوكرانيا، وأن الأمر هو فى حجم وشكل ما يتم نشره، والذى يصنع حالة من الاهتمام، وعلى العكس فإن تراجع النشر يصرف الاهتمام إلى قضايا أخرى، وأن الأمر مع كورونا لا يختلف عن باقى الموضوعات، فقد اختفت أخبار الفيروس مع اندلاع الحرب فى أوكرانيا، بينما الواقع أن الفيروس مستمر، وربما يعود بقوة فى الخريف والشتاء المقبل.
وبجانب الحرب هناك الانتخابات التى تجرى فى أوروبا، والمنافسة فى فرنسا بين الرئيس الحالى ماكرون وممثلة اليمين مارى لوبان، واللذين يخوضان جولة الإعادة، ولا شك سوف تحدد النتائج الكثير من التفاصيل فيما يتعلق بمستقبل السياسة، وأيضا مستقبل الاتحاد الأوروبى، وهى تفاصيل تغطى بالطبع على أخبار كورونا من دون أن يكون هناك حسم فى نهاية الفيروس، والذى يبدو أنه يخوض هو الآخر انتخابات تحسم مصيره، فى المدى القريب، وما إذا كان سوف يقلل من تأثيراته أو يعود فى الشتاء مسلحا بطفرات جديدة.
فقد كسر الفيروس حاجز الـ500 مليون إصابة، وقتل أكثر من 6 ملايين فى دول العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة، وهى أرقام مسجلة، بالطبع تتحمل أرقاما أخرى لإصابات ووفيات لم يتم تسجيلها، لكن المؤكد أن فيروس كورونا ترك آثاره الاقتصادية على دول كثيرة، لا تزال تعانى من تأثيراته، والتى تظهر فى التضخم والأزمات الاقتصادية وارتفاعات الأسعار عالميا، وأيضا فى فقدان ملايين البشر عبر العالم لوظائفهم، فضلا عن معاناة ملايين من الفقر والجوع، وتراجع الرعاية الصحية فى الدول الفقيرة.
وحسبما أعلنته مفوضة الاتحاد الأفريقى للصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية ميناتا سامات، فى بيان خلال انعقاد اللجان الفنية المتخصصة للاتحاد الأفريقى، فإن جائحة «كوفيد - 19» أحدثت آثارا اجتماعية واقتصادية وخيمة على المجتمعات وسوق العمل، وسيكون لها تداعيات سلبية على تنفيذ مستهدفات التنمية الاجتماعية وسياسات العمل على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية.
والأمر ليس فقط فى أفريقيا، لكن العالم بمختلف اتجاهاته يواجه تداعيات ما بعد الفيروس ويستعد لمواجهة ما قد يستجد من هجمات. وبشكل عام فإن وضع الفيروس اليوم ليس هو قبل عام أو عامين عندما اضطر مليارات البشر للبقاء فى منازلهم لفترات طويلة وكانت سبل التعامل والمواجهة ما زالت فى البداية مع وباء غامض يحمل خطرا بلا ملامح واضحة، وعلى مدى عامين ظهرت اللقاحات وبروتوكولات العلاج دون حسم بالقاضية ولكن بالنقاط.
فى مصر بالرغم من التراجع الكبير فى الإصابات اليومية المسجلة، وكذلك فى الوفيات، وارتفاع أعداد المتعافين من الفيروس، وبعض المحافظات التى سجلت صفر كورونا، فإن وزارة الصحة حذرت المواطنين من التهاون فى الإجراءات الاحترازية والوقائية الخاصة بالحماية من عدوى كورونا، مؤكدة أن الفيروس ما زال موجودا، وهذا الحال فى دول كثيرة لا تزال تتعامل بحذر وترقب مع فيروس أثبت على مدى أكثر من عامين قدرته على صناعة المفاجآت، وتهديد البشر والخروج بطفرات بعضها خطير، والآخر أقل خطرا.
ووسط التشاؤم والتفاؤل، وأنباء الحروب والانتخابات، يظل الحسم فى مصير الفيروس غائبا، ليس هذا فقط، لكن بعض الآراء المتشائمة من علماء الفيروسات تتوقع ظهور عصر للفيروسات المتحورة، تتوالى، وتحتاج إلى استعدادات، حتى لا تكون مفاجئة مثلما جرى مع «كوفيد - 19».
اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة