مشهد مبهج يدعو للفخر، افتتاح قاعة النسيج بمتحف الحضارة المصرية، واحتفال بيوم التراث العالمى الذى يوافق 18 إبريل، والذى قررت وزارة السياحة والآثار ومتحف الحضارة المصرية، الاحتفال به بطريقة مبتكرة ولافتة وتثير الفخر، بحضور وزراء ونواب وصحفيين وشخصيات عامة، وسفراء 53 دولة، حيث ينضم إلى عدد من المتاحف المصرية، وكنوز التراث العالمى والإنسانى التى تحتضنها مصر، وتبذل جهودها لتطويرها ووضعها بشكل يليق بقيمتها التى لا تقدر بثمن.
وعلى مدى سنوات تبذل الدولة جهدا استثنائيا فى تطوير وبناء المتاحف، وتطوير المناطق الأثرية بشكل مستمر، فضلا عن تطوير الخدمات اللوجستية، والطرق التى تسهل الوصول إلى هذه الكنوز، والاستمتاع بها من السياح المصريين والأجانب، وهى خطوات مهمة تدعم تطوير المتاحف وجذب السياح وراحتهم بالداخل والخارج، حتى تحصل مصر على ما تستحقه كنوزها من تدفقات سياحية للسياحة الثقافية، بجانب أنواع السياحة الأخرى التى تمتلك مصر مقوماتها.
حضرت وزملاء من رؤساء التحرير هذا الاحتفال المبهر والذى يتزامن مع مرور عام على احتفال موكب المومياوات الملكية المهيب ومتحف الحضارة، شهدنا افتتاح قاعة النسيج المصرى بالمتحف القومى للحضارة المصرية، والتى تضم 650 قطعة أثرية تروى تاريخ النسيج المصرى عبر العصور، ملابس من الكتان تمت صناعتها بدقة متناهية تثير العجب وتؤكد ما وصل إليه المصريون القدماء من قدرات صناعية وتلوينية هائلة فى صناعة النسيج والملابس.
قاعة النسيج التى تم افتتاحها من وزير السياحة بالمتحف القومى للحضارة المصرية، تعيد عرض مجموعة فريدة من المقتنيات الأثرية التى كانت موجودة بمتحف النسيج بشارع المعز، وعدد من القطع الأثرية التى تم نقلها من عدد من المتاحف والمخازن تروى تاريخ النسيج المصرى على مر العصور المختلفة.
وحسب ما أعلنه الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإن قاعة النسيج هى المحطة الجديدة لأحد أبرز المتاحف المتخصصة فى مصر، والذى تم نقل مقتنياته من مكان عرضها بمبنى سبيل محمد على بشارع المعز بالقاهرة التاريخية، بعد قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية بغلق مبنى متحف النسيج والبدء فى أعمال ترميمه وإعادة تأهيله ونقل مقتنياته إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، حيث تم نقل أكثر من 250 قطعة أثرية من كل من المتحف المصرى بالتحرير ومتحف الفن الإسلامى بباب الخلق وقصر محمد على بالمنيل والمتحف الزراعى بالدقى ومخازن المتحف القومى للحضارة المصرية، لإثراء العرض المتحفى.
كما أوضح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة المصرية، فإن قاعة النسيج تبلغ مساحتها ألف متر مربع، وتنفرد بعرض مجموعات فريدة من النسيج المصرى، باستخدام أحدث أساليب تقنيات العرض الحديثة، من فتارين مجهزة، ومنظومة إضاءة وتكنولوجيا، بالإضافة إلى وجود شاشات لعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التى تحكى تاريخ النسيج المصرى.
وقال مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، إن قاعة النسيج المصرى تعطى فكرة متكاملة عن مقتنيات النسيج المصرى عبر العصور بدءا من عصور ما قبل التاريخ ومرورا بالعصور الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية وصولا للعصر الحديث والمعاصر، ومجموعة من القطع التى توارثها المصريون من الملابس التقليدية التراثية أو ما يعرف بالموروث الشعبى المصرى من البيئات والمحافظات المصرية المختلفة وخاصة للمرأة والفلاحة المصرية.
مستشار وزير السياحة والآثار للعرض المتحفى، الدكتور محمود مبروك، قال إن من أهم القطع المعروضة مجموعة من الأردية من الصوف ترجع إلى عصر العمارنة وتعرض لأول مرة، كشاهد على استخدام المصرى القديم للأصواف عكس ما هو شائع، إلى جانب أردية من الكتان ترجع للعصور القديمة المختلفة منها من العصر البطلمى والعصر القبطى والإسلامى والحديث، ومجموعة من النسيج الوبرى والحرير والأقطان والأقمشة المختلفة والخيامية التى اشتهرت بها مصر، ونماذج من القمصان والجلاليب التى ترجع إلى العصر اليونانى الرومانى، بالإضافة إلى أهم أدوات الغزل والنسيج القديمة، ونموذج لورشة نسيج من عصر الدولة الوسطى، وتمثال لرئيس النساجين بالدولة القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل واللوحات التى تؤرخ للأزياء فى مصر القديمة وعبر العصور.
قاعة النسيج نقطة فى بحر من كنوز مصر السياحية، والتى تؤكد حرص الدولة على إبراز وصيانة وتجهيز هذه الكنوز توازيا مع خطوات أخرى تم اتخاذها تسهل قدوم وجولات السائحين، كما يليق بكنوزها، وتليق بتراثها فى يوم التراث العالمى، وهى نقطة أخرى نواصل الحديث عنها.
p