مكة قبل ميلاد سيدنا النبى .. اسمها وموقعها وتاريخها ونظم الحكم

الجمعة، 22 أبريل 2022 01:00 م
مكة قبل ميلاد سيدنا النبى .. اسمها وموقعها وتاريخها ونظم الحكم مكة قبل الإسلام - صورة تعبيرية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم ذكرى ميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالتقويم الميلادى حيث ولد فى 22 أبريل من عام 571 ميلادية، فى مكة، فكيف كانت مكة قبل ميلاد النبى وقبل مجيء الإسلام.
 
ونعتمد فى ذلك على بحث بعنوان "تاريخ العرب قبل الإسلام" نشرته الجامعة المستنصرية فى العراق، ويتحدث البحث عن كل ما يتعلق بمكة ومن ذلك:

اشتقاق اسم مكة وتفسيره 

وردت آراء وتفسيرات كثيرة حول اشتقاق اسم مكة، فقيل إنما سميت كذلك (لازدحام الناس بها من قولهم : قد امتك الفصيل ضرع امه اذا مصه مصا شديداً) وقيل أيضا ( انما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمك فيه أي نصفر صفير المكاء حول الكعبة، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم اذا كانوا بها،  والمكاء بتشديد الكاف طائر يأوي الرياض، وقال أخرون سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين. 

الحياة الاقتصادية 

كان لموقع مكة على طريق القوافل التجارية ما بين اليمن وبلاد الشام في تدفق المنتجات الشرقية عن طريق الخليج العربي واليمن، ومنتجات مصر والشام عن طريق الشام، فكانت مكة تقوم بدور الوسيط بين عالمين، شأنها في ذلك شأن تدمر بالنسبة للفرس والرومان، وقد سعى المكيون الى التفاوض مع الدول المجاورة  لبلاد العرب للحصول على ضمانات لتأمين تجارتهم، فنجح القريشيون في عقد المعاهدات التجارية مع الرومان والفرس، كما عقدوا معاهدات مماثلة مع أمراء العرب في الجزيرة وملوك الغساسنة في الشام والمناذرة في العراق، وذكر المسعودي ان زعماء قريش كانوا يفرضون ضريبة من يدخل مكة من التجار الغرباء عن قريش عرفت بالعشر، وقد نزل عدد من التجار الروم في مكة واتخذها دارا مقام لهم وتوافد عليها تجار من الفرس وتحالفوا مع اثريائها، ومنهم من أقام في مكة نظير دفع جزيه لحمايته وحفظ أمواله وتجارته، وكان تجار الشام يجلبون الى مكة منتجات بلادهم من القمح والزيوت والخمور والمصنوعات، كما حمل اليها تجار الجنوب من بلاد الهند الذهب والاحجار الكريمة والعاج وخشب الصندل والتوابل والمنسوجات الحريرية والقطنية والكتانية والارجوان والزعفران والانية الفضية والنحاسية، كما كانوا يحملون منتجات افريقيا الشرقية واليمن من العطور والاطياب وخشب الابنوس وريش النعام واللبان والمر والاحجار الكريمة والجلود  ومن البحرين اللآلي والياقوت  .

سكان مكة : 

تذكر المصادر العربية أن أقدم من حكم مكة والحجاز هم العمالقة ثم خلفتهم قبيلة جرهم القحطانية، وكان إبراهيم عليه السلام قد أسكن ولده اسماعيل مكة مع امه هاجر، فتزوج اسماعيل امرأة من جرهم، ثم زار ابراهيم عليه السلام مكة مرتين وفي المرة الثانية امره الله تعالى ببناء البيت وساعده في بنائه ولده اسماعيل الذي يأتي بالحجر من عدة جبال الى موضع البيت، ثم امر تعالى إبراهيم ان يؤذن في الناس بالحج ، ووفدت خزاعة الى مكة بعد السيل العرم فنزلوا بظاهرها فأبت جرهم السماح لهم بالإقامة في مكة فنشبت الحرب بينهما ثلاثة أيام انتهت بهزيمة جرهم، وتولت خزاعة أمر البيت، وكان أول من ولي البيت منهم هو عمر بن لحي، الذي غير دين ابراهيم وادخل عبادة الاوثان فقيل انه استحضر معه من الشام اصناما نصبها حول الكعبة، وظلت خزاعة تلي امر البيت، أما مضر فقد احتفظت بحق الاجازة بالناس من عرفة والافاضة بهم غداة النحر الى منى ، ثم تشعبت بطون كنانه ومضر كلها وصاروا احياء وبيوتات متفرقة وكانوا آنذاك يقيمون بظاهر مكة، الى ان تمكن قصي بن كلاب بن مرة من انتزاع السيادة والادارة المكية من خزاعة، ويرجع الفضل الى قصي في جمع قريش وتقسيمها الى بطون، فميز بين قريش البطاح وقريش الظواهر،  وقريش البطاح هي البطون التي كانت تسكن مكة نفسها , وكان بيد رجالها الادارة والوظائف الكبرى ومنهم التجار والاثرياء، وهي قبائل عبد مناف وبني عبد الدار وبني عبد العزى ابن قصي وزهرة، ومخزوم ويتم بن مرة، وجمح  وسهم  وعدى  وبنو عتيك بن عامر بن لؤي .
أما قريش الظواهر فهي البطون التي سكنت أطراف مكة ومنهم بنو محارب، والحارث بن فهر، وبنو الاردم بن غالب بن فهر وبنو هصيص بن عامر بن لؤي، ولم يكن لهذه البطون دورا مهما عند ظهور الدعوة الاسلامية او بعدها الا انهم كانوا في الجاهلية يساهمون في الدفاع عن مكة. 

نظام الحكم في مكة : 

كان اجتماع الناس واستقرارهم في مكة عاملا لأضعاف مظاهر التكتل القبلي، وتكيف الناس الى المجتمع الجديد، وقد كان تقديس العرب للكعبة سببا في اهتمام قريش بتنظيم الحج اليها، فترتب على ذلك ظهور انظمة سياسية ووظائف دينية اختص بها أشرافهم وهي  :

المـــلأ :

وهو أشبه بمجلس الشيوخ، وكان يتكون من أشخاص تؤهلهم مواهبهم وقابلياتهم لقيادة الناس في الشدائد.

دار الندوة : 

كان قصي بن كلاب أول من أصاب الملك بمكة من ولد كعب بن لؤي، فلما استقامت له الامور، وأطاعة الناس، بني دار الندوة، قرب الكعبة من الجهة الشمالية، فأصبحت مجتمع الملاء من قريش وكانت اشبه بمجلس شورى او دار حكومة يديرها الملاء من قريش.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة