كان من السابقين الى الإسلام و ثالث الخلفاء الراشدين وكان رجل الاقتصاد في الدولة الإسلامية، إنه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه الذى كان يُلقَّب بذي النورين؛ لأنه تزوج بالسيدة رقية رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد أن تُوفيت تزوج بشقيقتها السيدة أم كلثوم رضي الله عنها، وورد أنه بعد أن ماتت قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "زَوِّجُوا عُثْمَانَ، لَو كَانَ لِي ثَالِثَةً لَزَوَّجْتُهُ، وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلَّا بِالْوَحْيِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ" رواه الطبراني.
تتناول الحلقة الجديدة من حلقات برنامج "حكايات بيت النبوة" الذى يقدمه الزميل محمد السيد، شخصية سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وأرضاه، الذى كان له فضلٌ كبيرٌ وجهدٌ وافرٌ في خدمة الإسلام وتثبيت أركانه؛ كان ثريًّا، وكان ماله في خدمة الدعوة وتبليغ الإسلام ونصرته، كان بن عفان قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق الى الإسلام ، وكان سباقا وأجاب على الفور دعوة الصديق، فكان بذلك من السابقين الأولين وكان رابع من أسلم من الرجال، وكان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين الى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية الى المدينة المنورة، وكان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين والذين آمنوا بالله، وبشّره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيداً.
بويع عثمان بالخلافة بعد الشورى التي تمت بعد وفاة سيدنا عمر بن الخطاب سنة 23 هـ، و استمرت خلافته نحو اثنى عشر عاما، وفي عهده جمع القرآن الكريم، و تعود قصة حرقة للمصاحف أنه بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، جُمع القرآن في مصحف واحد بأمر من الخليفة الأول أبى بكر الصديق، ولما آلت الخلافة لعثمان بن عفان اتسعت الفتوحات الإسلامية وانتشر الصحابة في البلاد المفتوحة يعلمون الناس القرآن كل بقراءته ، ولما لاحظ الصحابي حذيفة بن اليمان اختلاف المسلمين في القراءة وبعض هذا الاختلاف مشوب باللحن، أخبر الخليفة بذلك، فأمر عثمان بجمع المصحف على حرفٍ واحد، وأرسل إلى السيدة حفصة بنت عمر بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها ليجمع القرآن منه، وأمر عثمان بنسخ عدة من المصحف لتوحيد القراءة وأمر أن توزع على بلاد المسلمين، كما أمر بإعدام ما يخالف هذا المصحف، فجمع المسلمين على مصحف واحد ووقاهم شر فتنة الاختلاف .
وكان سيدنا عثمان بن عفان أعلم الصحابة بالمناسك، ويحيي الليل، فيختم القرآن في ركعة - حسب ما جاء فى كتب التراث الإسلامى- ، وقالت امرأته حين قتل: لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليل كله بالقرآن في ركعة، كما كان من كتاب الوحى الذين كان يطلبهم الرسول صلى الله عليه وسلم حينما ينزل عليه آيات من القرآن الكريم في حياته، ويأمرهم بكتابة ما أوحى إليه عند نزوله ويبلغها أصحابه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة