أشجع الفرسان.. خولة بنت الأزور حررت أخاها بعد أسره بمعركة أجنادين

الخميس، 07 أبريل 2022 08:00 م
أشجع الفرسان.. خولة بنت الأزور حررت أخاها بعد أسره بمعركة أجنادين اشجع الفرسان
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان دور المرأة عبر العصور مؤثراً وقوياً فى شتى المجالات المختلفة، حتى فى ميدان المعارك، فكانت الفارسة خولة بنت الأزور شقيقة الفارس الشجاع ضرار بن الأزور، إحدى الفارسات التى اكتسبت شجاعة مفرطة فى قلب ميدان المعركة، وسوف نستعرض خلال التقرير التالى قصتها المؤثرة حسبما ذكر كتاب المرأة العربية فى جاهليتها وإسلامه لـ"عبد الله العفيفى".
 
وقال الكتاب "فقد أوتيت من جمال الوجه، ومضاء القلب، والاستبسال فى القتال، ما لم يتح لكثير من الناس، لما أُسر ضرار بن الأزور في وقعة أجنادين، سار خالد بن الوليد في طليعة من جنده لاستنقاذه فبينما هو في الطريق، مرّ به فارس معتقل رمحه، لا يبين منه إلاَّ الحَدقَ، وهو يقذف بنفسه، ولا يلوي على ما وراءه، فلما نظره خالد قال: ليت شعري منّ هذا الفارس؟ وأيم الله إنه لفارس ثم اتبعه خالد والناس من ورائه، حتى أدرك جند الروم، فحمل عليهم، وأمعن عليهم، وأمعن بين صفوفهم، وصاح بين جوانبه، حتى زعزع كتائبهم، وحطم مواكبهم، فلم تكن غير جولة جائل، حتى خرج وسنانة ملطخة بالدماء وقد قتل رجالا، وقال له رافع بن عميرة لخالد: من الفارس الذي تقدّم أمامك؟ فلقد بذل نفسه ومهجته، فقال خالد: والله لأنا أشد إنكاراً وإعجاباً لما ظهر من خلاله وشمائله وبينا القوم في حديثهم، خرج الفارس كأنه الشهاب الثاقب، والخيل تعدو في أثره. وكلما اقترب أحد منه ألوى عليه، فأنهل رمحه من صدره، حتى قدم على المسلمين، فأحاطوا به وناشدوه كشف اسمه، ورفع لثامه، وناشده ذلك خالد، وهو أمير القوم وقائدهم. فلم يحر جواباً. فلما أكثر خالد أجابه وهو ملثم فقال: أيها الأمير إني لم أعرض عنك إلا حيا منك، لأنك أمير جليل، وأنا من ذوات الخدور، وبنات الستور. وإنما حملني على ذلك إني مُحْرَقة الكبد، زائدة الكمد، فقال خالد: من أنت؟ قالت: أنا خولة بنت الأزور. كنت مع نساء قومي، فأتاني آت بأن أخي أسير، فركبت، وفعلت ما رأيت. وهنالك صاح خالد في جنده، فحملوا وحملت معهم خولة، وعظم على الروم ما نزل بهم، فانقلبوا على أعقابهم، وكانت تجول في كل مكان علّها أن تعرف أين ذهب القوم بأخيها، فلم تر له أثراً، ولا وقفت له على خبر، على أنها لم تزل على جهادها، حتى استنقذ لها أخوها".
 
ومن مواقفها الرائعة، موقفها يوم أسر النساء في موقعة صحورا، فقد وقفت في النساء وكانت قد أسرت معهن، فأخذت تثير نخوتهن، وتضرم نار الحمية في قلوبهن، ولم يكن من السلاح شيء معهن، فقالت: خذن أعمدة الخيام وأوتاد الأطناب، ونحمل على هؤلاء اللئام، فلعل الله ينصرنا عليهم. فقالت عَفّرَا بنت عَفَار: والله ما دعوت إلى ما هو أحب إلينا مما ذكرت. ثم تناولت كل واحدة عموداً من عمد الخيام، وصحن من صيحة واحدة، وألقت خولة على عاتقها عمودها، وتتابع النساء وراءها، فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض، وكُنَّ كالحلقة الدائرة، ولا تتفرقن فتُملكن فيقع بكن التشتيت وأحطمن رماح القوم، واكسرن سيوفهم. وهجمت خولة، وهجم النساء وراءها، وقاتلت بهن قتال المستيئس المستميت، حتى استنقذتهن من أيدي الروم، وخرجت وهي تقول:
 
نحن بنات تَّبعٍ وحِمْير ... وضربنا في القوم ليس ينكر
 
لأننا في الحرب نار تُسعر ... اليوم تُسقون العذاب الكبر









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة