من أوائل المسلمات التى شرح الله صدرها إلى الإيمان، كما شهدت الهجرتين الأولى من مكة إلى الحبشة والثانية من مكة إلى المدينة، مات زوجها وظلت وحيدة تعول 4 أيتام بلا كفيل أو معيل، راضية بقضاء الله وقدره، حتى عوضها الله عز وجل بحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حلقة اليوم من حلقات «حكايات بيت النبوة» عن سادس زوجات النبى، إنها السيدة أم سلمة رضى الله عنها وأرضاها.
السيدة أم سلمة هى هند بنت أبى أمية بن المغيرة المخزومى التى تنتمى لأحد أكبر وأعتى القبائل، التى اشتهرت بالكفر وكانت من أشد القبائل محاربة للإسلام، لكن أسرتها الخاصة التى تتكون من أمها وأبيها وإخوتها كانوا من المسلمين بحق، الذين أحبوا الإسلام وقدموا له الكثير.
زواج أم سلمة من النبى صلى الله عليه وسلم.. عندما وصلت هند بنت أبى أمية سن الزواج تزوجت بابن عمتها عبدالله بن عبد الأسد بن هلال بن مخزوم، الذى كان من أحب الصحابة على قلب رسول الله، أحبته وتعاهدا على الاستمرار سويا وعلى خدمة الدين الإسلامى، فأنجبت منه 4 أبناء، وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة، وعند الهجرة الى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، ثم خلّوا سبيلها فأخذت ولدها وارتحلت، حتى لقيت عثمان بن طلحة بالتنعيم فأوصلها إلى يثرب، وأراد الله أن يجمعها بزوجها وابنها ولكن لم يدم طويلا لوفاة زوجها.
مات زوجها وظلت أم سلمة تعول 4 أيتام بلا كفيل أو معيل، تقدم لخطبتها أبى بكر الصديق فرفضته، ثم تقدم عمر بن الخطاب فرفضته، حتى تقدم لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلت على الفور، ودخلت بيت النبوة وصارت من أمهات المؤمنين.
صاحبة الرأى والمشورة.. لم تكن أم سلمة مجرد زوجة وربة بيت بل كانت صاحبة رأى ومشورة، حيث كان النبى صلى الله عليه وسلم يستحسن رأيها ويأخذ به، فقد كانت نموذجا للمرأة صاحبة العقل الصائب، والفضل فى حفظ كيان الجماعة من التصدع، ففى يوم الحديبية دخل عليها رسول الله يشكو إليها عدم إجابة المسلمين لمطلبه حين أمرهم بالنحر والحلق، فقالت للنبى: يارسول الله.. اخرج فلا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر ذبيحتك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج رسول الله وفعل بمشورتها فما كان من المسلمين إلا أن نحروا وحلق بعضهم لبعض، وبذلك حلت المشكلة.
دعا لها النبى بنزع الغيرة من قلبها.. تعود قصة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة بأن ينزع الله الغيرة من قلبها، عندما تقدم لخطبتها النبى الكريم وصارحته بغيرتها قائلة: مرحبا، أخبر رسول الله أنى غيرى «شديدة الغيرة»، وأنى مصبية «ذات أولاد صغار»، وليس أحد من أوليائى شاهد.
فكان رد رسول الله: أما قولك: إنى مصبية، فإن الله سيكفيك صبيانك، وأما قولك: إنى غيرى فسأدعو الله أن يذهب غيرتك، وأما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بى.
آخر أمهات المؤمنين وفاة.. توفيت السيدة ام سلمة رضى الله عنها بعد أن تجاوزت الرابعة والثمانين عاما، فى ولاية يزيد بن معاوية سنة إحدى وستين للهجرة، بعد أن بلغها مقتل سيدنا الحسين رضى الله عنه، فحزنت عليه حزنا كبيرا، وتعد بذلك آخر أمهات المؤمنين وفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة