بدأنا يومنا باكر صباح اليوم الأربعاء بخبر حزين وقاس بإعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة أحد أبرز الصحفيات والمراسلات الفلسطينيات في الأراضي المحتلة في جريمة مدوية ومتعمدة نفذها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى من خلال استهداف قناص إسرائيلي لها برصاصة في الرأس أودت بحياتها على الفور.
شيرين أبو عاقلة أحد أبرز الأصوات الفلسطينية التي كانت تنقل لنا تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة منذ تسعينيات القرن الماضي ولا ننسى تقاريرها المؤثرة والمدوية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 والتي وثقت خلالها الزميلة شيرين وعلى مدار أشهر جرائم إسرائيل في مدن الضفة الغربية، وهي الفترة التي شهدت أوج نضوجها الإعلامي والصحفي وهو ما برز في التقارير التليفزيونية المصورة التي قدمتها الزميلة.
لمن لا يعرف ما حدث صباح اليوم الأربعاء الموافق 11 مايو 2022، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة خلال عملية للاحتلال في جنين حيث هرعت شيرين لنجدة زميلها الصحفي علي السمودي الذي أصيب برصاصة جندي إسرائيلي ما أدى لإصابته في الكتف، وهرعت شيرين أبو عاقلة لنجدته إلا أن القناص الإسرائيلي استهدفها برصاصة اخترقت رأسها ما أدى لاستشهادها على الفور.
شيرين أبو عاقلة التي كانت أحد أبرز الصحفيات والإعلاميات الفلسطينيات صناعة للأخبار خلال السنوات الماضية سواء في الضفة الغربية أو القدس ولا يمكن أن ننسى تغطيتها لجريمة إسرائيل البشعة خلال اقتحامها مخيم جنين عام 2002، لكن اليوم تحولت الزميلة شيرين للخبر الرئيسي المتصدر لعناوين الصحف والمواقع وهو استشهاد شيرين أبو عاقلة، وبالمناسبة هذه الجريمة ترفع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين إلى 48 صحفيا فلسطينيا استشهدوا من عام 2000 وحتى الآن.
جريمة إسرائيل البشعة باغتيال شيرين أبو عاقلة التي وثقتها عدسات الكاميرات تعيد إلى الأذهان جريمة الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذى استشهد عام 2000 خلال اختباءه رفقة أبيه خلف جدار أسمنتي إلا أن القناص الإسرائيلي حينها أقدم على اغتيال طفل يبلغ من العمر 12 عاما، وذلك لإرسال رسالة تشير إلى أن الاحتلال وجنوده لن يتوقفوا عن جرائمهم في اغتيال المدنيين سواء من الأطفال أو النساء أو حتى الصحفيين في الأراضى المحتلة.
جرائم الاعدامات الميدانية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي تكررت كثيرا خلال الفترة الماضية حيث ارتكب جنود جيش الاحتلال في الأسبوع الأول من أبريل الماضي جريمة تقشعر لها الأبدان في نهار شهر رمضان المبارك بإعدام غادة سباتين بالرصاص الحي، استشهدت غادة سباتين وهي من قرية حوسان التي تقع جنوبي الضفة الغربية وهي أرملة وأم لستة أطفال وتعاني من ظروف صحية صعبة ولديها صعوبة في الرؤية بعينها اليمنى، ورغم ذلك أعدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق رصاصات في الفخذ وتركها الجيش المحتل تنزف حتى استشهدت وهي صائمة.
تبقى الصورة هي البطل خلال الأيام الماضية حيث توثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتنقل الصورة للعالم كي يتابع الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي المحتلة، لذا ركز جنود الاحتلال على اغتيال عين الحقيقة ممثلة في الصحفيين والمراسلين الذين ينقلون للعالم صورة حية لما يجري في الأراضي الفلسطينية، وقد وثقت عدسات الكاميرات عملية اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة بدم بارد.
لن نودعك يا شيرين لأنكي صورتك وروحك ستبقى باقية معنا لأننا لن ننسى ما قدمتيه خلال العقود الماضية كأحد أبرز الأصوات الفلسطينية المسيحية التي دافعت عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فضلا عن دورك الكبير في توثيق جرائم الاحتلال ونقل لنا صورة فلسطين الجميلة التي تستحق من الجميع دعم صمود شعبها .. لروحك السلام يا شيرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة