يعرفه المكان جيدًا منذ سنوات عديدة، فرائحة عمله تملأ جوانب الركن الصغير الذى يتواجد فيه فى كل صباح ليعود فى نهاية اليوم بالكسب والرزق، ويكرر ما يفعله على مدار الأيام والسنوات، لتصبح مهنة اللحام وسمكرة وابور الجاز رغم تراجع الإقبال عليها قبلته التى يلجأ إليها وتعينه لتوفير متطلبات الأسرة، فبشرة وجهه السمراء شاهدة على ساعات يقضيها أمام النار وتحت أشعة الشمس صيفًا وبرودة الشتاء ليمارس عمله ومهنته التى تعلمها منذ ما يزيد عن 48 عاما داخل مدينة قوص جنوب قنا، والتى اقتصرت عليه فى الوقت الحالي، فعدد الذى يعملون فيها على مستوى المحافظة لا يتعدى أصابع اليد، وهو من المحافظين عليها.
العم-ربيع-أثناء-العمل
يجلس العم ربيع محمد، أمام العدة الصغيرة التى يحملها من منزله فى الصباح ليمارس عمله منتظر الرزق والزبائن، فمنهم من يحتاج للحام وابور جاز قديم ومنهم من يحتفظ بأوان نحاسية أو قوارير زيوت معدنية تستخدم فى تفريغ الزيوت وتعبئتها، ثم يبدأ فى اللحام بأدواته البسيطة بدقة وحرفية حتى يصلح العيب ليدوم لسنوات مرة أخرى، وبعد انتهاء العمل الصباحى يعود الرجل الذى يقارب عمره الـ 65 مرة أخرى بالمساء يمارس عمله ويستقبل زبائنه بهدوء وابتسامة ولا يتناقش كثيرًا فيما يحصل عليه من أموال مقابل التصليح.
العم-ربيع-محمد
لحام-النحاس-بقنا
لحام-شيشة-من-النحاس
مهني-لحام-وابور-الجاز-بقنا
قال العم ربيع محمد، سمكرى نحاس ولحام، أن بداية عمله فى تلك المهنة يتخطى الـ 48 عاما، وذلك بعدما بدأ العمل فيها مع شقيقه الأكبر منذ صغره وتعاليم تفاصيلها الأساسية وكيفية اللحام والتعامل مع الأدوات، واستمر فى العمل حتى أن أصبح شاب ثم تزوج ولم يترك المهنة الوحيدة التى تعلمها وظل فى مكانه بمدينة قوص لسنوات عديدة يستقبل زبائنه الذى اعتادوا على الذهاب إليه، ورغم تراجع اللحام، إلا أن المهنة مستمرة وما زال يأتى إليه زبائن من أماكن عديدة سواء القرى أو المدينة.
وأوضح العم ربيع محمد، أن الأدوات المستخدمة فى اللحام والسمكرة هى النار والكاوية والنشادر والقصدير ومبرد وشاكوش وغيرها من الأدوات البسيطة التى تستخدم أثناء اللحام، وأثناء لحام وابور الجاز يستخدم قطة من القصدير ويضعها على الكاوية ويبدأ فى لحام الثقب ويضع نشادر على السطح للتلميع وإزالة ما يعلق بها من شوائب، وتختلف سمكرة الوابور على الأشياء النحاسية الأخرى مثل القوارير والأطباق النحاس أو التحف من النحاس.
وتابع ربيع محمد، لحام وابور الجاز، أن المهنة تحتاج إلى مهارة ودقة والأهم هو الضمير فى اللحام واستخدام الأدوات بشكل صحيح حتى لا يعود الثقب مرة أخرى ويغش الصانع الزبائن، كما أنه رغم حبه للمهنة لم يتعلم أبنائه الصنعة واتجهوا إلى العمل فى أماكن أخرى بعد انتهاء مراحلهم التعليمية المختلفة، قائلًا "الحمد لله اشتغلت فيها طول حياتى وهفضل شغال فيها لآخر نفس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة