زكى القاضي يكتب: مراحل صناعة الوعى القومي.. إرادة وعزم الرئيس السيسى أساس نجاح مفهوم الوعى الشعبى.. الفترة بين 2011 و2013 أخطر مراحل التهديد لاستهدافها الهوية الوطنية.. ثورة 30 يونيو طوق إنقاذ للوعى القومى

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022 08:03 م
زكى القاضي يكتب: مراحل صناعة الوعى القومي.. إرادة وعزم الرئيس السيسى أساس نجاح مفهوم الوعى الشعبى.. الفترة بين 2011 و2013 أخطر مراحل التهديد لاستهدافها الهوية الوطنية.. ثورة 30 يونيو طوق إنقاذ للوعى القومى زكى القاضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صناعة أدوات وطنية حقيقية ساعد في تشكيل وعى قومي حقيقى

الاعتماد على تشارك المواطنين في المعلومة وتوضيح التحديات و الربط مع الإمكانيات المتاحة واقعيا

قوة وعى القيادة ساعد في تسريع أدوات الدولة الوطنية لتعزيز مفهوم وعى الشعب

 
فى ظل الزخم الكبير الذى دفعت به ثورة 30 يونيو فى العديد من المسارات والملفات الرئيسية فى الدولة المصرية، ومع تعدد مكاسب ثورة 30 يونيو، وتأسيس فلسفة ورؤية الجمهورية الجديدة، ظهرت عدة مفاهيم جديدة يمكننا أن نقف عليها فى مسار تحركاتنا، ولعل مفهوم الوعى والإدراك من أهم المفاهيم التى شهدت ترويجا كبيرا وتعزيزا لمفهومها العام، حتى أن المصريين صاروا يعرفون المصطلح واعتادوا على سماعه، بل وشارك المصطلح فى حياتهم العامة ووسائل التواصل الاجتماعى الخاص بهم، ويمكنك قياس ذلك حينما تسأل أى مواطن مهما علا أو قل موقعه الوظيفى أو التعليمى، وفى اتجاه جغرافى، حول فكرة المشروعات القومية، ستجده يعدد لك العديد من المشروعات التى قامت بها الدولة، بل سيتفق معك على تحديات مصر الرئيسية وهى الإرهاب والفساد وملفات مثل الزيادة السكانية وسد النهضة وغيرها من القضايا الكبرى.
 
 

زيادة عدد الفاعلين فى المشهد العام..

لم تحقق الدولة المصرية مفهوم الوعى فى يوم وليلة، بل عبر 9 سنوات أو أكثر منذ ثورة 30 يونيو، والعامين السابقين للثورة، فقد ظهر لدى المصريون حبًا لمتابعة الشأن العام، وزاد عدد الفاعلين فى المشهد العام، وبدلًا من أن كان هناك العشرات على مستوى مصر بأكملها قبل 2011 هم الفاعلون فى المشهد العام، صار لدينا الآلاف فى كل مدينة وليس على مستوى مصر فقط، وزاد ذلك العدد تفاعل الدولة نفسها مع القضايا والأحداث، وبما أن مصر صارت دولة ولادة للأخبار بشكل لحظى، كان هناك أيضا ولادة لفاعلين جدد يوميا فى المشهد العام، وفى ظل تشابك القضايا وتعقيدتها، مع حب المصريين أنفسهم لمفهوم وعلم الكلام نفسه، تكون لدى الجميع وعى شعبى فى مرحلة لم تكن موجودة من قبل.
 
تكوين الوعى الشعبى مر بمراحل رئيسية.. تكوين فكرة الوعى الشعبى والوطنى مر بعدة مراحل رئيسية، أولها مرحلة ما قبل 2010 فعلى مدار العشر سنوات السابقة لذلك التاريخ، كان هناك عدد قليل من الفاعلين فى المشهد العام بحكم التضييق على العمل العام، وكذلك لم يكن للسوشيال ميديا سطوتها التى ظهرت عقب ذلك، بالإضافة لتراتبية الأحداث والسير فى مسارات تقليدية فى المعارضة وغيرها، واستمر ذلك حتى نهاية عام 2010 قبل أن يتطور المشهد كليًا، بما لا يناسب بأى حال من الأحوال أى قراءة أو دراسة سابقة، فتحرك المصريون فى 2011 لاحداث عملية التغيير الجوهرية والمفصلية.
 

أخطر مراحل التهديد..

المرحلة الثانية فى مراحل تكوين الوعى الشعبى، هى المرحلة بين 2011 وحتى 30 يونيو 2013 وهى المرحلة التى كانت تهدد مستقبل مصر بأكمله، حيث ظهر الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان، فكانت الحرب حينها حرب تغيير الهوية الوطنية للشعب المصرى، وظهرت أفكار كانت تدار فى السراديب وفى الغرف المغلقة، وحاول الإخوان جاهدين لفرض تلك الهوية الجديدة بالعنف والضغط طوال فترة تواجدهم على الساحة، وهذا الفرض بالقوة لم يبدأ مع توليهم رئاسة الدولة، بل ظهر منذ بداية 2011، حيث كان التوجيه الدائم بضرورة تكييف الأحداث واستغلال طاقات وأفكار الشباب لتحقيق مصالحهم الشخصية، ونتذكر وقتها حديثهم حول عدم الدفع بمرشح رئاسى، قبل أن يغيروا مسارهم بالدفع بشخصية إخوانية صريحة، وفى تلك المرحلة تحديدا كان الوعى المصرى الجمعى فى خطر حقيقى، ولم يكن بأى حال من الأحوال تغييره إلا بقوة وإرادة حقيقية للشعب المصرى والمؤسسات الوطنية الداعمة.
 

وعى اللحظة..

فى الفترة بين 30 يونيو و 26 يوليو 2013 تشكل لدى المصريين وعى مختلف تمام، وهو وعى اللحظة، وذلك الوعى كان ضروريا للغاية فى تأمين مسار الثورة، حتى أن دعوة المصريين للخروج وتفويض الرئيس السيسى لمجابهة الإرهاب، كان تفويضًا يحمل دراما كبيرة للغاية، فهو أولا اختبار لمدى اصطفاف الجبهة الداخلية فى تأييد قائد الثورة الشعبية المصرية فى 30 يونيو، ثم أن المصريين كانوا وقتها فى زخم أحداث ثورة 30 يونيو، فى ظل استمرار «أحداث رابعة»، فكان التفويض بمثابة وعى وطنى حقيقى بضرورة شرح صورة مصر الحقيقية أمام العالم بأجمعه، وعدم ترك الصورة للجماعات المتطرفة المتمركزة فى منطقة رابعة العدوية - سابقا -.
 

وعى التحديات..

مر الوعى الوطنى بعدة مراحلة رئيسية فى السنوات الأخيرة، منها ما ذكرناه فى ثورة 30 يونيو وفى لحظة التفويض فى 26 يوليو، ثم ظهرت بعد ذلك مرحلة الوعى الواقعى والحقيقى، وهو وعى أن الإرهاب يريد تدمير الدولة المصرية، وأن معركة الإرهاب ليست معركة إعلامية على الاطلاق، بل هناك شهداء يتساقطون يوميا، وحيث إن عدد العمليات فى تلك الفترة بين 2015 وحتى 2017 كان مرتفعا للغاية، ورغم أن التأثير المباشر للعمليات الإرهابية - عادة - فى أى دولة هو كسر العزيمة واحباط المواطنين، إلا أن المصريين كانوا فارقين عن غيرهم، فتجمعوا فى الجنائز وحولوها لمعارك ضد الإرهاب ومن يعاونه، بل أنهم تجمعوا حول الخبراء وهم يفككون القنابل بدلا من الخوف والذعر، لذلك كان المصريون يقدمون نموذجا عظيما فى فلسفة الوعى القومى والشعبى.
 

وعى الظروف..

فى تلك الأثناء وبينما تفهم المصريون أن المعركة حقيقية، وأن التحديات بالفعل كبيرة وقوية، كان لديهم أيضا وعى بأنهم يجب أن يضحوا من أجل المرحلة، وضربوا مثالا عظيما بذلك فى تحملهم للإجراءات الاقتصادية الصعبة، بل وتحملهم لهيكلة الاقتصاد القومى، بهدف تصحيحه، ولم يخذل المصريون قائدهم حينما طلب منهم تحمل ذلك، لأنهم يقينا يعرفون أنه صادق فى تحركاته، ونظيف اليد فى كل التصرفات، وغير ذلك فهم يأتمنونه على مستقبل أبنائهم، وتشكل لديهم وعى الخوف على القيادة والخوف على البلاد، فزاد تضافرهم يوميا، وتحملوا تبعات التطورات الاقتصادية العالمية، وظهر مفهوم التشاركية والتكافل الاجتماعى بشكل واضح.
 

وعى المستقبل..

ظل وعى المصريين الحقيقى الذى يعى التحديات، ويعرف ماهية المشروعات الخارجية التى تحاول تقويض جهود القيادة المصرية الجديدة، يسير مع وعى آخر وهو استيعاب حجم الإنجازات التى تتم على أرض مصر فى كل تجاه تقريبًا، حتى أن السخرية من انتشار الكبارى والإسكان، هى فى جوهرها اعتراف كامل بأن المشروعات القومية منتشرة فى كل مكان، فالكبارى والإسكان تمثل تعبيرا عن تضافر مؤسسات الدولة لتنفيذها، وهى مشاريع قومية متكاملة تعمل فيها شركات المياه بجانب شركات الصرف الصحى والغاز والمحافظة والمحليات،  ولم يرتكن المصريون فى حديثهم عن الكبارى والإسكان، بل المصريون جميعهم يمكنهم أن يعددوا لك عشرات المشروعات من الذاكرة مثل أنفاق قناة السويس وتطوير الطريق والمنافذ الثابتة والمتحركة ومبادرات كلنا واحد وأهلا مدارس و100 مليون صحة ومشروع التعليم وملفات التحول الرقمى، وغيرها من المشروعات التى تؤثر فى حياة المصريين بشكل يومى تقريبا.
 

الوعى الرقمى..

بعد ثورة 30 يونيو ووفق فلسفة الجمهورية الجديدة، التى رسخت مفهوم التحول الرقمى، وضرورة وضع قاعدة بيانات حقيقية وواقعية، بدأت الدولة بإعداد عقل قومى للدولة المصرية، يمكنه أن يقرأ البيانات ويحللها ويساعد صانع القرار، ومؤمن بالكامل وفى نسخ متعددة، لذلك نشأ تدريجيا فكرة الوعى الرقمى، وذلك الوعى الرقمى انسحب لكثير من الخدمات الحكومية، ومنه ارتفع وعى المصريين بضرورة متابعة التطور التكنولوجى الذى يحدث فى العالم، و صار بديهيا أن يسأل المواطنون العاديون فى أى مكان : «ممكن أدفع بالفيزا»، وهو مصطلح يؤكد أن حجم الانتشار حقيقى وواقعى ومنتشر فى كل الاتجاهات، والتحول الرقمى لا يرتبط بعمليات الدفع فقط، لكنه مرتبط بكل الخدمات التى تقدم سواء حكومية أو فى القطاع الخاص، وبالتالى تعمل الدولة عليه بكل الوسائل، حتى نواكب العالم الذى تركناه عبر عقود، فظهرت خدمات حكومية وخاصة متكاملة كلها تدار عبر وسائل التطور التكنولوجى، وتطور مع ذلك وسائل الحفظ والمتابعة وضبط الأداء، وساعد ذلك على فلترة الثغرات، وتعزيز جهود التطوير على كل الاتجاهات.
 

وعى مؤسسات الدولة والعمل الأهلى..

حينما تكشف الأمر أمام الجميع، ظهرت الحاجة لأن تقوم كل مؤسسة بدورها بشكل حقيقى وواقعى، فطورت المؤسسات دورها ومارست دورها المجتمعى والتكافلى، وقامت كل مؤسسة معنية بالملفات التى تحت يدها، وفى تحقيقها لذلك قامت بدور توعوى كبير بين جموع الشعب المصرى، الذى قد يكون سمع لأول مرة عن مؤسسات فى الدولة ربما كانت موجودة من عدة عقود، بالإضافة لذلك الجانب ظهر دور المجتمع الأهلى والتنموى، والذى قام بدور توعوى كبير، وساعد تواجد المجتمع الأهلى فى كل الاتجاهات أن تتكون لدى الشارع المصرى صورة حقيقية حول مفهوم العمل الأهلى وكيفية التعامل معه.
 

الأدوات الوطنية الداعمة..

فى الفترة بين 2013 وحتى الآن، استطاعت الدولة المصرية أن تبنى أدوات وطنية داعمة لسياستها العامة والتى تتوافق مع المصلحة القومية، فتم تدعيم مؤسسات الدولة الوطنية، وتحديد الصلاحيات الواضحة، وفض الاشتباك فيما بينها، وساعد ذلك على أن تقوم كل مؤسسة بدورها بشكل كامل، وبالتالى ينسب الفضل لأهله، كما ظهرت فى الجمهورية الجديدة مؤسسات وطنية قامت بدور عظيم للغاية، مثل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتى تطور أداؤها بشكل ملحوظ لاستيعاب كل تطورات المشهد الإقليمى والعالمى، وساعد ذلك فى توضيح كثير من الحقائق والوقائع، مما ساعد على ترسيخ وتعزيز مفهوم الوعى الوطنى والوعى الشعبى، لدعم القضايا الوطنية.
 

وعى القيادة..

لم يكن النجاح يحالف أى شكل من أشكال الوعى السابقة، دون أن تتواجد قيادة رشيدة قادرة على فهم أبعاد مفهوم الوعى، وبما أنها قيادة قادمة مع مؤسسة وطنية عظيمة مثل القوات المسلحة، مع صفات شخصية واضحة جعلتها مؤهلة لقيادة الجماهير فى السنوات الأخيرة بشكل يعادل عشرات السنوات، كانت فكرة الوعى قضية أساسية من قضايا الجمهورية الجديدة، ساعد فى ذلك المتابعة الجيدة من القيادة السياسية، التى أكدت دائمًا على ذلك المفهوم فى كل المناسبات تقريبًا، وظهر فى تحركات الدولة المصرية بأنها دولة فعلا تؤمن بفهوم الوعى القومى، بل وظهرت برامج وأدوات وطنية فاعلة لترسيخ ذلك المفهوم، ولم تتوان أى مؤسسة عن القيام بدورها، وذلك لأن هناك متابعة دائمة من القيادة السياسية.
 

وعى المسؤول..

استطاع الرئيس السيسى خلال السنوات الأخيرة، أن يقدم نموذجا واقعيا فى مفهوم الوعى، عبر مشاركة المواطنين بكل فئاتهم فى المشروعات القومية والتحديات القديمة والحديثة، بل أن يطلب فى كل مرة من المسؤول بأن يتروى فى حديثه حتى يفهم المواطنون، بل ويعلم المواطنون حجم العمل المبذول وحجم الأموال التى تكلفها المشروع، بالإضافة لشرح التحديات بشكل واضح، فالرئيس السيسى بنفسه هو من أعلن عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العمليات الإرهابية، وهو نفسه من تواجد فى كل حدث، بل إنه يرفض علانية أى توزيع للقرارات حتى يتحمل تبعاتها غيره، بل يعلن القرار طالما رأى فيه أنه مصلحة قومية ستعود بفائدتها على المواطن، حتى لو انتقص ذلك من شعبيته حسب تعبيره.
 

5 عوامل بارزة تتسبب فى انتشار الشائعات:

 
- قلة الوعي.
- غياب المعلومات والبيانات من مصادر موثوقة.
- انتشار روافد الفضاء الإلكترونى ومنصات السوشيال ميديا.
- غياب القوانين الرادعة لمن يقوم ببث الشائعات عبر العالم الافتراضى.
- ازدياد وقت الفرغ لدى الأفراد من مستخدمى الإنترنت.
 

5 محطات مهمة فى مسيرة "المتحدة" فى ساحة المعركة:

- تطوير البنية التحتية الإعلامية.

- تقديم المعلومات الصحيحة عبر روافد الشركة وإصداراتها الصحفية.

- احتواء المواهب والأفكار الجديدة ودعم الشباب.

- إطلاق المبادرات الاجتماعية لإحياء الوعي الجمعي.

- العمل على تقديم محتوى فنى وثقافى وترفيهى يساهم فى بناء الوعى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة