هناك دلالات واضحة تؤكد حرص الدولة المصرية على تطوير منظومة التعليم الفني، وذلك باتباع وتطبيق اتجاه جديد يتناسب مع متطلبات الصناعة، ويلبي احتياجات سوق العمل، ويعمل على تغيير الصورة النمطية والسلبية لهذه المنظومة مقارنة بالتعليم الثانوي العام، وأعتقد أن أول هذه الدلالات، اتباع الدولة لسياسة التعليم القائم على التدريب والارتقاء بالمهارات واستخدام وتوظيف التكنولوجيا وليس الاعتماد على سياسة المناهج وكفى.
ومن أهم الدلات أيضا، توسع الدولة مؤخرا في إنشاء مدارس فنية تغطى كافة التخصصات التي يحتاجها سوق العمل والمشروعات القومية، فتم إنشاء عدد كبير من المدارس الفنية بالمحافظات، ونموذجا على ذلك، فقد تم افتتاح 3 مدارس تعليم فنى في مركز الفشن ببنى سويف هذا العام، حيث تم تشغيل مدرسة الفنت الصناعية ومدرسة الجفادون الصناعية ومدرسة شنرا الفنية بنات، وهذا إن دل فإنما يدل على أن هناك حرصا حقيقيا على التوسع في هذه النوعية من المدارس، والتوجه نحو تعزيز التعليم الفني مستقبلا والارتقاء المستوى المهارى والحرفى فى المنظومة الجديدة، كما أكد لنا الأستاذ كامل أبو طالب مدير التعليم الفني بمديرية ببنى سويف، الأمر الذى يجعلنا نثمن دور وكيل وزارة التعليم د محمد عبد التواب، ونشاط مديرية التعليم، خاصة القطاع الفنى، خلاف التعاون مع القطاع الخاص لإنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية على أعلى مستوى، فضلاًعن التوسع في إنشاء وتدشين الجامعات التكنولوجية.
ولم يقتصر الأمر على إنشاء مدارس التعليم الفنى أو التوسع فيها، إنما هناك أمر مهم أيضا، وهو أن هناك خطة واستراتيجية واضحة لتدريب آلاف المعلمين على تنفيذ برامج الجدارات، بعد أن تم تحويل المناهج الدراسية إلى مناهج قائمة على مناهج الجدارات ورقمنة المحتوى التعليمى، إضافة إلى تطوير نظام التعليم والتدريب المزدوج.
وهناك دلالة أخرى مهمة تكشف حجم الاهتمام بتطوير التعليم الفني وفقا للمنظومة الجديدة، وهى زيادة أعداد المدارس داخل المصانع، وكذلك إنشاء منصة إلكترونية للتعليم الفنى تضم محتوى تعليميا وفيديوهات تعريفية بالتخصصات المختلفة، فضلا عن التوسع فى تقديم برامج التدريب المهارى للطلاب داخل المنشآت الاقتصادية والصناعية بأنواعها من خلال توقيع بروتوكولات مع أصحاب الأعمال والقطاع الخاص ليتعايش الطلاب مع بيئة العمل بشكل واقعى..
وأخيرا.. فإن هذه المساعى قطعا سيكون لها عظيم الأثر في تغيير النظرة الدولية لمصر وإحرازها مكانة متقدمة في المؤشرات الدولية في مجال التعليم الفني، مما يعود بالنفع على عناصر التنمية المستدامة للدولة المصرية، ويحقق مكاسب عدة على كافة الأصعدة الاقتصادية والتعليمة والاجتماعية مستقبلا.. حفظ الله مصر وشعبها..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة