فى ظل الجرى وراء التريند وإدمان الحياة الافتراضية، أصبحنا للأسف نسمع كلاما ونرى مشاهد ما أنزل الله بها من سلطان على مواقع التواصل الاجتماعى وشاشات الفضائيات، وأصبح الكل يتحدث ويفتى لتحل قضايا جدلية محل القضايا المهمة، والمحزن أن مثل هذه الأمور شغلت الكثير منا رغم المعاناة الآن من التفكك الأسري وغياب القيم والثوابت الأخلاقية، ورغم المرور بأزمات عالمية طاحنة تحتاج منا جميعا إلى التكاتف والتشبث بثوابتنا وقيمنا الجميلة ليكتب الله لنا النجاة.
وما كان يجب الانشغال والاهتمام به هو كيف نخرج من هذه الأزمات، وكيف نتحد لمواجهة تلك العواصف، وألا ننجر وراء من يسعى للإثارة والسخف من أجل البحث عن جمع اللايكات أو الشهرة المزيفة أو الأموال الحرام، فعندما تُعطى إعلامياً منبرا في وسيلة إعلامية فإنك تعطيه قاعدة صاروخية، فإذا كان هذا الإعلامى أو المتحدث غير مسؤول فأبشر بقذائف طائشة وثرثرة و"رطرطة" كما يقول أهالينا فى الأرياف، بل انتظر استعراضا لسخافات تشكك فى عادات وثوابت تربى عليها أجيال وعظماء وعلماء وحكماء، لذلك فإن السؤال الذى يطرح نفسه في ظل هذه "الثرثرة" لماذا الخوض فى التوافه والأمور السطحية، ولديك حالة طلاق كل دقيقتين، وفى زمن انتشرت فيه الجرائم العائلية والزوجية بطريقة مؤسفة، وفى واقع متفكك وانهيار أسرى مٌحزن بسبب عوامل الحداثة؟
ثم إذا كانت هذه القضايا تحتاج إلى نظر، أنسيتم أيها "المثرثرون" أن هناك كلام يناسب قاعات العلم وأماكن البحث والمؤتمرات العلمية، وكلام يناسب الناس البسطاء والعوام!! ونسيت أيها المثرقر أن بطرحك هذا الكلام على العامة دون مسئولية، فإنك تصيب نخاع المجتمع في مقتل، وتشحنه بحالة من اللغط، والتحلق حول السفاسف من الأمور والقضايا!!.
لذا.. وجب التحذير ودق ناقوس الخطر، فإن الطعن في ثوابت هذه الأمة وثوابت الدين، والتعرض للبدهيات بالسخرية أمر فى غاية الخطورة، ولأن استمرار هؤلاء يٌنذر بزيادة زيادة أعداد الملحدين والمتهورين والذين سكبت في عقولهم أطنان من زبالات الفكر وخرافات المخرفين والمدعين بزعم التنوير والتطوير.. فكفى سخافات يرحمنا ويرحمكم الله.. !!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة