يعتبر عيد الختان عيد سيدى صغير يحتفل فيها بختان "طهارة" السيد المسيح بعد 8 أيام من ميلاده، وهو امتداد لطقس يهودى أوصى به الله اليهود بحسب "التوراة".
ويذكر كتاب السنكسار الذى يدون قصص القديسيين والأعياد القبطية أن عيد الختان يخص ختان السيد المسيح بالجسد فى لحم الغرلة حسب الوصية المقدسة والتي جاء فيها: "هذا هو عهدى الذى تحفظونه بينى وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون فى لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بينى وبينكم إبن ثمانية أيام يختن كل ذكر فى أجيالكم.. فيكون عهدى فيىلحمكم عهدًا أبديًا.. وأما الذكر الأغلف الذى لا يختن فى لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها إنه قد نكث عهدى".
وذُكر فى الوصية أن الختان طقس خاص بالذكور فقط دون الإناث.. لذلك لا توجد فى الوصايا ما يخص ختان المرأة.. بل ممنوع ختانها حتى على مستوى القانون المدنى ونريد أن يعى الجميع أن ختان المرأة خطية روحيًا " لأنه يفرض العفة على المرأة بدون إرادتها، ولا توجد فى العلاقة مع الله ما يفعله من خير بإرادته وبدون إرغام من أحد.. حتى الله نفسه لا يرغم أحد على الحياة معه أو على اقتناء أيه فضيلة.
وكان من سمات التوبة فى العهد القديم 3 أمور: ختان كل ذكر لم يسبق له الختان وقراءة الشريعة لأن كلام الله ينقى الفكر والنفس، وأيضًا حفظ السبت إشارة للراحة الأبدية.
قصة الختان
وتعود قصة عيد الختان المجيد، إلى دخول السيد المسيح، إلى الهيكل اليهودى حينما كان طفلًا فى يومه الثامن، وهناك اجتمعت العذراء، ويوسف النجار برجل يدعى سمعان الشيخ، وهو رجل تقى كان قد تنبأ بلقاء المسيح قبل أن يموت، وحين نظر للطفل اعترف به، وقال بأنه المسيح ثم ختنه.
راعى كنيسة العائلة المقدسة بالزيتون
ويقول الأب أغسطينوس موريس راعى كنيسة العائلة المقدسة بالزيتون للأقباط الكاثوليك أن قداس عيد الختان يكون به ألحان ميلاد حيث يقدموا السيد المسيح للهيكل بعد 8 أيام من الميلاد فحسب شريعة العهد القديم قدموه فى الهيكل وحمله سمعان الشيخ حيث يعتبر رجل من العهد الذين أنتظروا الخلاص من الله للشعب فحينما دخلت مريم ويوسف النجار للهيكل قال إنه كان يعيش حتى يرى السيد المسيح.
وأشار راعى كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك أن ختان الذكور، عادة فرعونية بالأساس وتعلمها شعب إسرائيل، وبالنسبة للكنيسة الكاثوليكية فإن المعمودية أهم من الختان والعهد الجديد أصبح هناك معمودية وهو دخول الإنسان فى العهد مع الله، مشيرا إلى أن المواطنين أعتادوا عليها على سبيل العادة أو النظافة ولكنها ليست فريضة، أما ختان الإناث كانت عادة وحاليا أصبحت جريمة يحاسب عليها الإنسان فالكنيسة لا تحبذ ولا ترغب فيه إطلاقا.
واحتفلت الكنائس الكاثوليكية وكنيسة الروم الأرثوذكس بعيد الختان في اليوم الثامن لعيد الميلاد المجيد يوم 1 يناير الماضى، فيما يحتفل الأقباط الكاثوليك في صعيد مصر كعادتهم مع إخوانهم الأرثوذكس.
كنيسة الروم الأرثوذكس
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركى للشؤون العربية، في بيان رسمي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بتذكار ختان السيد المسيح فى الجسد فى اليوم الثامن لمولده.
وكان الختان فى العهد القديم محتوى لاهوتى عميق ومعنى جوهرى، ولم يكن يتم لمجرد التطهير، وبهذا المعنى هو يختلف عن الختان عند الشعوب الأخرى كالمصريين، وهذه الشعوب عرفت الختان كالوثنيين وكهنة المصريين وشعوب أخرى، لكن اغلبهم لم يختتنوا لناموس الله بل لعادات غير عاقلة.
وتابع كلمة الله لإبراهيم التى بها تأسس الختان، تُظهر السبب الرئيس في العهد، وهذا الاتفاق يجب أن يثبت بالدم، نحن نرى في العهد الجديد حيث يثبت اتفاق الله مع البشر بدم المسيح، إذاً الختان بحد ذاته لم يكن عهداً بل علامة على العهد والاتفاق.
ويخبرنا القديس أبيفانوس أن الختان اشتغل كختم على أجسادهم، مذكراً لهم وضابطاً إياهم ليبقوا على إيمان آبائهم. إذاً الإسرائيليون بعد ختانهم عليهم أن يبقوا في أمّتهم وعلى الإيمان بالإله الحقيقي.