شاعر فرنسى عرف بتأثيره على الأدب والفنون، بدأـ موهبته تظهر وهو فى عمر المراهقة، إذ نشرت أولى قصائده عندما كان يبلغ من العمر 16 عاما، هو آرثر رامبو، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 20 أكتوبر من عام 1853م.
لقد ولد آرثر رامبو شارفيل بفرنسا، وبدأ الكتابة فى سن مبكرة جدًا، ورغم أنه كان متفوقًا دراسيا، إلا أنه قرر أن يتخلى عن التعليم الرسمى، وخلال الحرب الفرنسية البروسية، هرب من منزله وذهب إلى باريس، وأنتج الجزء الأكبر من إنتاجه الأدبية خلال تلك المرحلة، ولكنه توقف تماما فى العشرين من عمره، بعدما جمع أعماله تحت عنوان "إضاءات".
لقد اتبع آرثر ميلر مبدأ جماليًا إذ يقول إن على الشاعر أن يتخلص من القيود الضوابط الشخصية، وبالتالى يصبح الشاعر أداة لصوت الأبدية، إلا أنه ترك برودة باريس متجها لدفء الشـرق حيث زار القاهرة والإسكندرية وعـدن وبعض دول الخليج، وتوفى فى مارسيليا بفرنسا في العام 1891 بعد أن بترت ساقـه.
وبعد أن رحل آرثر وبالتحديد بعد أكثر من 130 عاما على وفاته، أثار رامبو الجدل فى فرنسا مجددا بين من يريد، وبين من يرفض، إدخاله إلى "البونتيون"، مرقد عظماء فرنسا القائم أعلى تلة سانت جنفياف الملاصقة للحى اللاتينى فى باريس، وفي مقدمة من يعارض ذلك عائلة الشاعر نفسه.
وفي فرنسا، يعود لرئيس الجهورية وحده أن يقرر من يدخل إلى "البونتيون" ومن يبقى خارجه، وفى حالة رامبو، قرر الرئيس ماكرون التجاوب مع رغبة العائلة، وكتب في رسالة موجهة لمحامي العائلة: "لا أتمنى أن أخالف رغبة عائلة الفقيد البينة، ولذا فإن جثمان أرتور رامبو لن ينقل من مرقده الحالى" القائم في مقبرة عائلته المتواضعة في المدينة التي ولد فيها، شارلفيل ميزيير.
أما الأسباب التي دفعت ماكرون لاتخاذ هذا القرار، فتعود لاعتباره أن دخول البانتيون هدفه "تكريم شخصيات ينظر إليها على أنها ساهمت في قيم الجمهورية"، حيث إن المرقد المشار إليه "يلعب دوراً رئيسياً في بناء الذاكرة الوطنية الجماعية" ، أن ممانعة عائلة رامبو لا تصب فى هذا الاتجاه واحترامها يدفعه إلى التخلى عن مشروع التكريم.
ومن بين الأمور التى حامت حول آرثر رامبو خلال إقامته فى عدن، بل وظلت تحوم بعد رحيله عنها وعن الحياة كلها، هو السؤال المتعلق بحقيقة اعتناقه الإسلام، إذ شاع فى أوساط معارفه من السكان المحليين، لاسيما فى الحى الذى قطنه، رامبو باسم "عبد ربه"، وهو الاسم الذى اتخذه رامبو بعد زمن من إقامته بينهم بعدما أسلم.
وقد زاد هذا الاعتقاد لدى أصحابه حين كانوا يرونه يقرأ باهتمام شديد نسخة من القرآن حصل عليها من أحد السكانـ والمعروف أن رامبو كان يجيد العربية ضمن لغات أخرى أتقنها خلال ترحاله الطويل، كما يقول شوقى عبد الأمير، الباحث العراقى فى احتفالية قديمة بذهاب رامبو إلى اليمن أن "رامبو طلب القرآن ومات وهو يُردد عبارة: الله كريم، الله كريم".
للشاعر آرثر رامبو عدد من القصائد أبرزها "الأبدية، المركب السكران، بربرى وعبقرى، كيماء الفعل، عاشقاتى الصغيرات، فقراء فى الكنيسة، الكتب، اشراقات، فصل فى الجحيم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة