من جديد تثبت مصر أنها سند للأشقاء وذلك بانتصار جديد للقضية الفلسطينية بعد نجاح قمة القاهرة للسلام والتي شارك فيها حشد دولى كبير من قادة ورؤساء حكومات ومبعوثي عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر فى سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، والناظر إلى بيان القاهرة الختامي يجد موقفا واضحا وحاسما لإنهاء التصعيد، والذهاب إلى التهدئة، وإعلاء الجانب الإنسانى بفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات، في ظل وضع كارثى على كافة المستويات، وذلك بعد ارتكاب الكيان الإسرائيلي مجازر وجرائم حرب ضد شعب أعزل.
وفى اعتقادى أن أول رسائل قمة القاهرة للسلام، "اختبار إنسانية العالم"، الذى دائما يتشدق بضرورة تحقيق العدل في الحياة وإعلاء قيمة الإنسان وخاصة القوى التي تتدعى دفاعها عن الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، لتضع القمة أمامهم سؤلا مهما، أين أنتم من قتل الأطفال والنساء في غزة؟.. وأين قانوكم الدولى من جرائم الحرب التي تركب في حق الفلسطينيين ومجزرة مستشفى المعمدانى خير نموذج؟.. وأين أنتم مما تتشدقون به من إيمانكم بحقوق إنسان شعب أعزل يعانى إجراما متعمدا من قبل محتل يحاصر 2.200 مليون مواطن بلا ماء ولا غذاء ولا دواء؟.. وأين أنتم من محتل يقصف مراكز الإيواء والمستشفيات ودور العبادة برصاص الغدر؟ .. وأين منظماتكم الأممية والدولية من شعب يتحكم المحتل في مصيره ويقرر أن يترك أرضه ووطنه؟.. ولماذا هذه الفجاجة في ازدواجية المعايير فهل هناك فرق بين شعب أوكرانيا وشعب فلسطين؟.. أم الإنسان عندكم درجات والقانون على حسب الأهواء؟
وأيا كانت المأساة، فاللافت في قمة القاهرة للسلام، أن الكل تحدث بصوت واحد بشأن الجانب الإنساني وضرورة دخول المساعدات لنكون أمام اتفاق وإجماع للمشاركين بالقمة ورسالة للعالم مفادها "انقذوا الإنسانية" لأن ما يحدث من قبل الاحتلال في غزة يعنى أن الإنسانية إلى زوال في ظل صمت مريب للمجتمع الدولى ودعم أعمى للدول تصدع الكوكب بأنها راعية للإنسانية والديمقراطية.
لتكون هناك رسالة واضحة تجسدت في اتفاق كل المشاركين على عدم التهجير لسكان قطاع غزة ورفض العقاب الجماعى، لذلك فاعتقادى أن القمة كشفت جليا للعالم مخطط الاحتلال الخبيث لتصفية القضية الفلسطينية حتى ولو تم ارتكاب جرائم حرب من قصف جنونى وعشوائى وانتقام لا يراعى لا قانون الحرب ولا المواثيق الدولية ولا المعايير الإنسانية.
وأخيرا.. فإن قمة القاهرة للسلام كان لها رسائل مهمة ومكتسبات عدة، وأنه لا حل إلا بإحلال السلام والعدل بإقامة دولتين على حدود 1967، لنرحم شعب يُدافع ويقاوم من أجل قضيته ووطنة منذ 75 عاما متحملا انتهاكات واستفزازات واعتقالات وظلم بين، وقتل متعمد في ظل مجتمع دولى اتخذ مئات القرارات وعجز عن تنفيذ قرار واحد منهم وما زال للأسف يفتقد لكل معالم الإنسانية في تعاطيه مع حقوق الشعب اللفسطينى.. فاللهم نصرا وعدلا..