وأكد عبد العاطي - فى مقابلة أجرتها معه مجلة "بوليتيكو" الأمريكية فى مقر إقامته فى بروكسل، وأوردتها عبر موقعها الإلكترونى - أن مصر لن تقبل اللاجئين الفلسطينيين الفارين من غزة، مضيفا: "لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية وحدوث نكبة أخرى (وذلك، في إشارة إلى الاقتلاع الجماعي للفلسطينيين في الحرب عقب إعلان قيام إسرائيل عام (1948) على حساب الدول المجاورة، سواء كان ذلك في الأردن أو مصر".

وقال عبد العاطي، إن الرأي العام في الشرق الأوسط لديه تقييم قاس لموقف الغرب من الصراع، مشيرا إلى أن "الرأي العام في المنطقة بأكملها مصدوم ومنزعج للغاية من هذا الموقف المتحيز.. وهناك شعور بالاقتناع داخل الرأي العام في منطقتنا بأن حياة المواطنين الغربيين أغلى من حياة الفلسطينيين".

وعبّر عن إحباطه حيال "بعض الخطب التي كانت متحيزة تماما"، محذرا من أن تداعيات الحرب يمكن أن تؤدي إلى وصول المزيد من المهاجرين إلى أوروبا وتغذية الأصولية على عتبة الاتحاد الأوروبي.

وتساءل عبد العاطي، قائلا "ضع نفسك مكان الأطفال الذين يبلغون من العمر 10 سنوات ويفقدون عائلاتهم. ماذا تتوقع منهم في المستقبل؟".
ونوهت بوليتيكو بأن تعليقات السفير عبد العاطي جاءت وسط رد فعل عنيف بما في ذلك من بعض موظفي الاتحاد الأوروبي– ضد موقف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بشأن الحرب. وقد اتُهمت فون دير لاين باتخاذ موقف قوي مؤيد لإسرائيل.

وشدد عبد العاطي، على أن استضافة مؤتمر دولي ثان للسلام – وهي فكرة يدعمها زعماء الاتحاد الأوروبي بعد ضغوط مكثفة من إسبانيا – هو أمر أساسي لإعادة إطلاق عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين.

وقال - داعيا إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا لحدود يونيو عام 1967 - "بدون حل القضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام واستقرار في المنطقة".

وأضاف عبد العاطي، أن الأولويات الثلاث الأكثر إلحاحا بالنسبة لمصر هي وقف فوري لإطلاق النار؛ و"الحصول على تدفق مستدام وغير مشروط للمساعدات الإنسانية والطبية؛" والتوصل لـ"أفق سياسي"، وهذا يعني استئناف المحادثات بين الجانبين على أساس المعايير المتفق عليها دوليا.

وحول اتفاق المساعدات مع الاتحاد الأوروبي، شدد عبد العاطي على أن أي اتفاق للتعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي لن يكون له أي علاقة بالوضع في غزة، مبينا أن المحادثات الرسمية مع الاتحاد الأوروبي لم تبدأ بعد.

وقال السفير عبد العاطي: "يجب أن تكون الاتفاقية مبنية على وضع مربح للجانبين وشراكة حقيقية، وليس (علاقة) بين المانح والمتلقي بعد الآن".

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن مصر تضطلع بدور رئيسي في الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إذ أنها توفر نقطة دخول للمساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة عبر معبر رفح الحدودي.