يواجه زعيم حزب العمال المعارض في المملكة المتحدة، السير كير ستارمر تمردا بين أعضاء حزبه بسبب موقفه من حرب غزة، حيث صوت 56 من نوابه لصالح وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وهو موقف معاكس لموقف ستارمر من الحرب.
شكلت الانقسامات الداخلية في العمال البريطاني حول الصراع تحديا كبيرا لستارمر الذي انحاز للدعوات الدولية لهدنة إنسانية بينما رفض وقف اطلاق النار في القطاع في انحياز واضح للنغمة الغربية بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
لكن ستارمر واجه ضغوط شديدة للمضي قدمًا والدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار. وقد تفاقمت التوترات العمالية بسبب الحسابات الانتخابية حيث تظهر الدراسات الاستقصائية أن هناك أكثر من مليوني ناخب مسلم مؤهل في المملكة المتحدة من المرجح أن يصوتوا لحزب العمال بدلاً من دعم حزب المحافظين الحاكم.
ووفقا لبي بي سي، كان جيس فيليبس وأفضل خان وياسمين قريشي من بين وزراء الظل الذين تركوا مناصبهم احتجاجا على موقف ستارمر وقد ترك عشرة من أعضاء الحزب مناصبهم بسبب التصويت، بما في ذلك ثمانية وزراء ظل، بعد ان صوت البرلمان البريطاني مساء الأربعاء ضد قرار لوقف اطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل فيه العدوان الإسرائيلي يومه الثاني والأربعين بينما اندلعت مظاهرات خارج البرلمان ترفض هذا الموقف الذي اتخذه النواب.
وقالت فيليبس، لدى إعلانها استقالتها من منصبها كوزيرة الظل ، إنها ستصوت مع "ناخبي وعقلي وقلبي"، وأضافت: "لا أستطيع أن أرى أي طريق يمكن أن يؤدي فيه العمل العسكري الحالي إلى أي شيء سوى تعريض الأمل في السلام والأمن لأي شخص في المنطقة الآن وفي المستقبل للخطر".
وأعلنت فيليبس وخان وقريشي، إلى جانب باولا باركر، أنهم سيتركون مناصب وزارية الظل في الفترة التي تسبق التصويت.
وكان السير كير قد أشار قبل التصويت إلى أن النواب الذين يشغلون مثل هذا الدور سيتم إقالتهم إذا أيدوا دعوة وقف إطلاق النار، وفي بيان بعد التصويت، قال السير كير إنه يأسف لتصويت بعض أعضاء حزبه: "يؤسفني أن بعض الزملاء شعروا بعدم القدرة على دعم الموقف الليلة. لكنني أردت أن أكون واضحًا بشأن موقفي وأين سأقف".
ودافع عن إسرائيل قائلا انها تعرضت لهجوم إرهابي وأضاف: "لن تسمح أي حكومة بأن تمر القدرة والنية على تكرار مثل هذا الهجوم دون رد"
وكان التصويت على تعديل الحزب الوطني الاسكتلندي لاقتراح الحكومة بشأن خططها للعام المقبل، والذي تم تقديمه في خطاب الملك الأسبوع الماضي ودعا إلى إنهاء "العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني" وحث "جميع الأطراف على الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار".
تم هزيمته بأغلبية 125 صوتًا مقابل 294، مع انضمام 56 متمردًا من حزب العمال إلى أحزاب المعارضة الأخرى للمطالبة بوقف إطلاق النار، ضد المحافظين الذين عارضوه.
وهناك 29 نائباً من حزب العمال في حكومة الظل، لكن حوالي نصف أعضاء الحزب البالغ عددهم 198 يشغلون مناصب في المقدمة، بما في ذلك أعضاء الحزب.
ومن بين نواب حزب العمال الذين صوتوا لصالح وقف إطلاق النار كانت ستيلا كريسي، التي قالت لبرنامج اليوم على راديو بي بي سي 4 إنها رغم احترامها لموقف السير كير، إلا أنها تحدت تعليمات الحزب كمسألة مبدأ، وأضافت: "لا أحد يتوهم أن تصويتًا واحدًا في برلمان المملكة المتحدة سيغير الوضع على الأرض، لكن الدعوة إلى وقف إطلاق النار أفضل بكثير من بديل الصمت".
وقال زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي ستيفن فلين إنه "من المخزي أن غالبية أعضاء البرلمان من حزبي المحافظين والعمال منعوا الدعوات لوقف إطلاق النار - وتغاضوا عن القصف المستمر لغزة".
وتم التصويت وسط مظاهرات من المؤيدين للفلسطينيين الذين هتفوا "وقف إطلاق النار الآن" خارج البرلمان.
وشهدت المملكة المتحدة سلسلة من المسيرات الاحتجاجية للمطالبة بوقف إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة، حيث شارك ما يقدر بنحو 300 ألف شخص في مسيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي الأكبر في المملكة المتحدة منذ بدء الحرب.
وأدى اقتحام إسرائيل لمستشفى الشفاء في غزة هذا الأسبوع، وارتفاع عدد القتلى بسبب غاراتها الجوية المستمرة، إلى تفاقم المعارضة. على الرغم من تشدد خطاب ستارمر تجاه إسرائيل في الأيام الأخيرة، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أنه يستعد للدعوة إلى وقف إطلاق النار الذي يريده العديد من أعضاء حزب العمال.
يذكر أن حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تبنت موقف داعم لتل أبيب منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر الماضي ولم يغير سوناك موقفه على الرغم من الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها المملكة المتحدة رفضا للحرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة