بعد مرور ما يقرب من 40 عامًا على ظهور الروايات الشبابية، التى أثارت جدلاً واسعًا حولها مثل سلسلة "رجل المستحيل" للروائى الراحل نبيل فاروق، و"وفانتازيا" للروائى أحمد خالد توفيق، و"فلاش" للكاتب خالد الصفتى، والسؤال الذى يطرح نفسه دائما ما سر إقبال الشباب والأطفال على تلك الروايات؟
مع بداية الثمانينيات، وبالرغم من انتشار الروايات الاجتماعية والرومنسية لكبار الكُتّاب، مثل الروائى الكبير يوسف السباعي، والأديب العالمى نجيب محفوظ، والروائى الكبير إحسان عبد القدوس، وبالرغم من تحويل بعض تلك الروايات إلى أعمال درامية وسينمائية، إلا أن معظم الشباب والمراهقين، انصب اهتمامهم على الروايات البوليسية، والخيال العلمي، والرعب، إلى جانب أفلام الحركة والإثارة الأجنبية، سواء كانت مترجمة إلى العربية، أو بلغتها الأصلية، كسلسلة أفلام جيمس بوند، وروايات أجاثا كريستي، والتي لاقت إقبال واستحسان أغلب الأجيال الجديدة في تلك الفترة، خاصة مع قلة ظهور تلك المجالات الأدبية في الروايات العربية.
ومن هنا كانت البداية، إذ اجتذبت تلك المجالات الأدبية انتباه فئة من الشباب، فأبدعوا فيها، ووضعوا الخطوط العريضة لأجيال جديدة من الكُتّاب.
"نبيل فاروق"
الدكتور نبيل فاروق، والذي تحل ذكرى رحيله الثالثة خلال هذا الشهر فلقد ولد يوم 9 من ديسمبر من عام 2020، والذى كان شغوفًا بالقراءة منذ صغره، حيث كان والده يشجعه على ذلك، مما أدى إلى صقل موهبة الكتابة لديه.
وقد كتب الدكتور نبيل فاروق الذى ولد في 9 من فبراير عام 1956، العديد من الروايات والسلاسل، من أشهرها "رجل المستحيل، ملف المستقبل، المتخصصون، الفريق صفر، الثورة، جدي الحبيب، أرزاق، ظل الأرض".
"أحمد خالد توفيق"
أحمد خالد توفيق، ولد في 10 من يونيو، عام 1962، وهو طبيب، وكاتب، ومؤلف، وصحفي، ومترجم، فهو يشترك مع دكتور نبيل فاروق في تلك الصفات، وكلاهما من مدينة طنطا، وكلاهما طبييب، - مع اختلاف التخصص – الفارق بينهما أن دكتور نبيل اعتزل مهنة الطب؛ ليتفرغ للكتابة، أما دكتور أحمد خالد توفيق، فاستمر في ممارسة مهنة الطب، بالإضافة إلى انضمامه لأعضاء هيئة التدريس في جامعة طنطا، كما أن نبيل فاروق انتقل إلى القاهرة فيما بعد، أما أحمد خالد توفيق، فبقي في طنطا حتى وفاته.
انضم أحمد خالد توفيق إلى المؤسسة العربية عام 1992، حيث بدأ في كتابة سلسلة ما وراء الطبيعة، وبالرغم من انتقاد بعض أفراد المؤسسة لفكرة السلسلة، إلا أن الأستاذ حمدي مصطفى أصرَّ على عرض العدد الأول على أكثر من لجنة للقراءة، وبالفعل تمت الموافقة عليها، وحصلت على تقييم رائع.. كما لاقت نجاحًا كبيرًا بين قراء المؤسسة، وبالأخص بين قُراء روايات مصرية للجيب.
وبعد نجاح السلسلة بـ3 أعوام، أصدر سلسلة جديدة بعنوان "فانتازيا"، وفي العام التالي، أصدر السلسلة الثالثة بعنوان "سافاري"، ولم يكتف بذلك، فألف العديد من الروايات والمجموعات القصصية، مثل: رواية "يوتوبيا، وممر الفئران، والسنجة، والآن نفتح الصندوق، قهوة باليورانيوم"، بالإضافة لمشاركته فى الترجمة ضمن سلسلة روايات عالمية للجيب، وبعد رحلة إبداع ترك عالمنا ورحل في 2 من أبريل، عام 2018.
"خالد الصفتى"
الكاتب الكبير خالد الصفتي، رسام كاريكاتير، وصحفى، وكاتب، ولد عام 1960، وتخرج من كلية الفنون الجميلة قسم ديكور، أصدر عدة مجلات من خلال المؤسسة العربية الحديثة مثل "فلاش، سماش، سوبر سماش".
بالإضافة إلى إسهاماته في مجال الصحافة المصرية والعربية، حيث عمل في مجلة علاء الدين للأطفال، التي تصدرها مؤسسة الأهرام المصرية، إلى جانب عمله في مجلة سعد والتي تصدر عن مؤسسة الرأي العام الكويتية، ومجلة العربي الصغير الكويتية، وباسم السعودية، وأطفال اليوم الإماراتية، كما شغل منصب مدير تحرير مجلة راشد ونورة للأطفال في قطر، وأصدر مجلة أوتوكيو للسيارات، وبعد عدة محاولات تم إنتاج مسلسل فلاش، وهو مسلسل كارتون للأطفال، وتم عرضه على منصة شاهد المعروفة.
فلقد ترك كل كل كاتب من هؤلاء علامة بارزة داخل محبيه من الشباب من خلال الأسلوب المتميز والشيق في الكتابة، مما جعلهم سببًا، ليتعلق الشباب بالقراءة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة