سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 فبراير 1855.. قوات عثمانية ومصرية تنتصر على روسيا فى موقعة «كوزولوه» أثناء حرب القرم

الجمعة، 17 فبراير 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 فبراير 1855.. قوات عثمانية ومصرية تنتصر على روسيا فى موقعة «كوزولوه» أثناء حرب القرم عبدالرحمن الرافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح السبت، 17 فبراير، مثل هذا اليوم، 1855، حين هجم الجيش الروسى بستة وثلاثين طابورا من البيادة «المشاة»، وثمانية آلايات من السوارى «الخيالة»، وثمانين مدفعا، على قوات الجيش العثمانى يسانده قوات مصرية فى مدينة «كوزولوه» بجزيرة القرم، وذلك أثناء الحرب الدائرة بين روسيا والدولة العثمانية، حسبما يذكر الأمير عمر طوسون فى كتابه «الجيش المصرى فى الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم».
 
يضع «طوسون» هذه الحرب فى سياق مطامع روسيا الدائمة فى امتلاك الآستانة، ويقول: «إن السلطان العثمانى «عبدالمجيد» أرسل إلى عباس باشا، والى مصر، فرمانا بالتركية يعلمه فيه بإعلان الحرب يوم 4 أكتوبر 1853، ويأمره بتنبيه الأهالى إلى الدعاء بنصرة الدولة العلية، وعدم التعرض لرعايا الروس والدول المتحاربة فى مصر، ومعاملتهم باللين والحسنى»، ويذكر «طوسون» أن السبب المباشر للحرب، هو رفض الباب العالى الاعتراف بحماية القيصر لكل المسيحيين المقيمين فى الإمبراطورية العثمانية، فأصدر القيصر أمرا لجنوده بالزحف والإغارة على إمارتى الدانوب، فاشتعلت نيران هذه الحرب.
 
يؤكد عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «عصر إسماعيل»، أن عباس باشا لبى مطالب السلطان عبدالمجيد بإرسال جنود وأساطيل من مصر للمشاركة فى الحرب، مضيفا: «كانت دار الصناعة، الترسانة، معطلة، فعاد إليها النشاط، واستدعى إليها العمال الذين كانوا مصروفين عنها، وجهز الأسطول المصرى، وعهد بقيادته إلى الأميرال حسن باشا الإسكندرانى، أحد خريجى البعثات العلمية فى عهد محمد على، وأعد حملة مؤلفة فى بدء الحرب من نحو 20 ألفا، بقيادة سليم باشا فتحى، أحد القواد الذين حاربوا تحت لواء إبراهيم باشا فى سوريا والأناضول، فأقلعت الحملة ووصلت إلى الآستانة، ثم إلى ميدان القتال على نهر الدانوب، ورابط معظم الجنود المصريين فى «ساستريا»، وكان الروس يهاجمونها، فأبلى المصريون بلاء حسنا فى المدافعة عنها».
 
تواصلت المساعدات المصرية أثناء حكم سعيد باشا الذى خلف الوالى عباس، كما أعلنت فرنسا وإنجلترا دخول الحرب إلى جانب تركيا فى 27 مارس 1854، حسبما يذكر «طوسون»، مؤكدا أنهما دخلا بقواتهما فى مايو من نفس العام، وتقرر انتقال ميدان الحرب إلى القرم، فأقام الجيش العثمانى حصارا حول «سيفاستوبول» استمر لمدة عام، وفى خلاله تقرر احتلال «أوباتوريا» بجيش مؤلف من الأتراك والمصريين، وتم ذلك بالفعل فى 9 فبراير 1855، ويوضح «طوسون» أن «أوباتوريا» مدينة من شبه جزيرة القرم، وكانت للمسلمين التتار قبل ضمها إلى روسيا، وتقع شمال «سيفاستوبول» على بعد 40 كم، وكانت تسمى «كوزلوه» قبل ضمها إلى روسيا، وفى 11 فبراير 1855 بدأ الجيش الروسى الذى كان مرابطا أمام «أوباتوريا» أو «كوزلوه» بحركة هجومية، فاستولى فى البداية على مدافن للتتار، لكنه طرد منها على أثر هجوم شديد قام به الأتراك والمصريون.
 
يضيف «طوسون»، أنه فى ليلتى 16 و17 فبراير 1855، حفر الجنرال خرولف، قائد الجيش الروسى، خندقا أمام «أوباتوريا»، وضع فيه جنودا يحملون بنادق ذات طلقات متعددة و60 مدفعا، ووضع خلف ذلك 6 آلايات من السوارى «الخيالة» ثم 36 أورطة من عساكر البيادة «المشاة»، وبدأ فى إطلاق المدافع من الساعة الخامسة صباحا، واستمر زمنا طويلا، ثم هدأ إطلاق النار من جانب الروس، واقتربت صفوفهم للقيام بهجوم، وهدأت كذلك الجيوش التركية المصرية، ولما صار الروس على قيد مسافة قصيرة أصلتهم الطوبجية والبيادة نارا حامية زعزعت أركانهم، فاضطروا إلى الانسحاب بلا انتظام، غير أنه بعد تردد يسير عاد بهم قوادهم إلى الهجوم ليجتازوا الخندق، لكنهم أُكرهوا على أن يرتدوا إلى أعقابهم مرة أخرى، فانقض عليهم عندئذ الترك والمصريون وهزموهم، وخسر المصريون فى هذه المعمعة قائدهم العام سليم باشا فتحى، وأمير الآلاى رستم بك، وأمير الآلاى على بك، وفى 19 فبراير، أرسل سيلمان باشا أمير لواء 9 جى و10 جى آلاى بيادة الجنود المصرية فى هذه الحرب إفادة إلى ديوان الجهادية المصرية يخبرها باستشهاد هؤلاء الضباط الأبطال الثلاثة.
 
ينقل «طوسون» عن تقويم الوقائع العثمانى سنة 1855 عن واقعة «كوزلوه»، أن الجيش الروسى لم يمكنه بأى وجه من الوجوه مقاومة وشجاعة وبسالة جنود الحضرة الشاهانية «العثمانية» فتقهقر منهزما يائسا، وظهر أن خسارة العساكر الشاهانية وعساكر دولة فرنسا الفخيمة والأهالى فى هذه الواقعة 103 أنفار قتلى و296 نفرا من الجرحى، وأصيب أيضا كل من إسماعيل باشا «فريق العساكر النظامية الشاهانية» وسليمان باشا «أمير لواء العساكر المصرية» بجرح بسيط، ونال سليم باشا «فريق الفرقة المصرية» ورستم بك أحد أمراء آلاياتها شرف الشهادة، وترك الروس فى ميدان القتال نحو 500 من القتلى، عدا خسائره الجسيمة أثناء الموقعة، وعدا ما تركه من الأشياء الكثيرة مثل أسلحة وشنط.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة