تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 6 فبراير المقبل، صوم يونان حيث يستمر لمدة 3 أيام، والمعروف بـ"صوم نينوى"، وذلك تشبهَا بيونان النبى.
ويعتبر صوم يونان صوما من الدرجة الأولى يمتنع فيه الأقباط عن تناول الأسماك والمأكولات الحيوانية، ويأتى هذا الصوم قبل صوم القيامة بـ15 يومًا، ويعرف فطر يونان بـ "فصح يونان"، وهو اصطلاح كنسى لا يستخدم إلا لعيد القيامة الذى يعرف باسم عيد الفصح.
وتنظر الكنيسة إلى قصة يونان على أنها رمز لقصة المسيح وتبدأ صلوات القداس الإلهى فى صوم نينوى ظهرًا، وتصلى فيه صلوات المزامير السادسة والتاسعة والثالثة، والثانية عشرة.
وتعود قصة صوم النبى يونان، إلى سفر يونان، وهو خامس أسفار الأنبياء الصغار فى العهد القديم وعدد إصحاحاته 4 فقط، ويتحدث فيه عن غضب الله على أهل نينوى وأنه أراد أن يرسل يونان النبى لهم حتى يرجعهم إلى الطريق الصحيح، ولكن يونان النبى هرب إلى البحر ظنا منه أنه سيهرب.
وبحسب سفر يونان فى العهد القديم، ركب يونان النبى سفينة فى البحر فأحدث الله ريحا شديدة أحدثت نوءا عظيما، وهاج البحر على من فى السفينة، وقالوا: يوجد أحدنا صاحب مصيبة وضربوا قرعة لمن صاحب هذه البلية فجاءت القرعة على يونان النبى، وألقوه فى البحر وكان الله قد أعد حوتا فى انتظار يونان ليبتلعه.
وقد استمر يونان فى بطن الحوت 3 أيام ليدرك خطيئته، وصلى فى بطن الحوت أن ينجيه ويستجيب لدعائه، وأمر الله الحوت أن يخرج يونان ويقذفه إلى البر بعد أن مكث فى جوفه 3 أيام، كما يذكر الكتاب المقدس.
وتعد نينوى هى بلدة فى العراق القديم كانوا يعبدون آلهة كثيرة ومنها عشتروت، وهو الأمر الذى أغضب الله وجعله يرسل لهم يونان لهم ليخبرهم عن شرورهم، وبعد أن استقبلوا يونان النبى صاموا وتابوا حتى رفع الله غضبه عنهم.
كلمة الفصح
وتعتبر كلمة الفصح كلمة عبرانية معناها (العبور) أطلقت فى العهد القديم على عيد الفصح اليهودى تخليدا لعبور الملاك المهلك عن بيوت بنى إسرائيل فى أرض مصر (الخروج12:13, 23) فنجا بذلك أبكارهم من سيف الملاك الذى ضرب أبكار المصريين، وتخليدا أيضا لعبور بنى إسرائيل البحر الأحمر (الخروج14, 15) إلى برية سيناء فأرض الموعد.
ويذكر كتاب السنكسار الذى يدون قصص القديسيين والأعياد الكنسية الهامة أن العبور القديم رمزا إلى الحقيقة الأعظم خطر، وهى العبور بجميع بنى آدم من عبودية الجحيم إلى حرية الإيمان، وقد تم هذا العبور بصلب المسيح وبقيامته المجيدة، حيث عبر بالنيابة عن البشر بموته بديلا عنهم وتفديتهم، ولما كانت قيامة المسيح بسلطان لاهوته هى برهان نجاح عملية العبور، لذلك كان عيد القيامة هو عيد (الفصح) الجديد، إذ هو عيد (العبور) إلى الفردوس والمنشود الذى فتحه السيد المسيح بقيامته المجيدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة