الحياة حق والموت حق، لا نقاش فى ذلك، لكن بعض الناس تطول أعمارهم بعد موتهم بسب سيرتهم، خاصة لو كانت سيرة عطرة، تتجدد بالطيب والحسن من الكلام وبالعلم المفيد النافع الذي يمكث فى الأرض وينفع الناس، وممن ستطول أعمارهم كثيراً الدكتور شاكر عبد الحميد.
توفى شاكر عبد الحميد يوم 18 مارس 2021، فى مفاجأة حزينة، ومثل غيابه خسارة كبيرة للثقافة المصرية، لا نزال نشعر بها بعد مرور عامين على الرحيل.
وبالطبع، فإن شاكر عبد الحميد لا يحتاج كلاماً كثيراً، فهو قامة إنسانية وعلمية، مشهود له فى كل المجالات التى خاضها تأليفا وترجمة وإدارة، وبرحيله فقدنا مثقفا موسوعيا، إضافة إلى قدرته على التواصل مع الجميع والاشتباك مع قضايا الشارع.
كان الدكتور شاكر عبد الحميد رجلا يعرف قيمة العلم ويرى فيه صدقة جارية، لذا لم يتوقف عن العمل حتى الرحيل، بل وصدرت له كتب بعد رحيله أيضا، كانت له طريقته الفاتنة فى تقديم المعلومات، وفى تتبع التفاصيل، وفى الإحاطة بتاريخ الفكرة، وفى جعلها كيانا ينمو جزءًا جزءًا، قبل أن تتضح كاملة، فتظهر ميزاتها وعيوبها، وحينها تصبح وأنت جالس فى دور المستمع قادرًا فى أن تأخذ قرارك بالاكتفاء بما قاله الدكتور شاكر أو بالبحث والسعى خلف هذا الكلام الذى فتح شهيتك تمامًا.
امتلك شاكر عبد الحميد شخصية واضحة سواء فى التعامل مع الناس أو الإيمان بقيمة العلم، كان مستعدا دائما، حريصا على المراهنة على القيمة، وعلى الجمال أيضا.
ولا أزال أتمنى من وزارة الثقافة أن تتبنى فكرة "مؤتمر شاكر عبد الحميد" وتدعو له تلاميذ الأستاذ الراحل، وباحثين يقدمون دراسات عدة فى كتاباته الموسوعية، ليتهم يفعلون ذلك والمجلس الأعلى للثقافة قادر على ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة