قالت الكاتبة إيناس حليم، إن الأمومة تجعل الكاتبات يمتلكن حساسية مختلفة تجاه العالم وتُعمق نظرتهن للحياة، وهو ما يؤثر على الكتابة ويمنحها نضجًا ما.
وقالت الكاتبة إيناس حليم، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": أحيانًا أفكر لو لم أكن أمًا، هل كان مشواري في الكتابة سيتخذ شكلاً مغايرًا؟ حين أنجبتُ طفلي الأول كنتُ قد أتممتُ بالفعل مجموعتي القصصية الأولى، ثم استغرقتُ حوالي أربع سنوات قبل أن أكتب مجموعتي الثانية في ظل وجود طفل آخر وعمل بدوام كامل.
وتضيف إيناس حليم: بدت الكتابة بالنسبة لي في ذلك الوقت مشروعًا شبه مستحيل! وأعتقد أنني أحكي بذلك معاناة الكثير من الكاتبات اللواتي هجرن الكتابة لأنهن أمهات فقط، أو أمهات عاملات لديهن التزامات معنوية ومادية تجاه أسرهن، وبالتالي هَجرتهن الكتابة لأنها مثلها مثل أي عمل يحتاج إلى الممارسة كي يبقى المرء قادرًا على الإنتاج من خلاله.
وأوضحت إيناس حليم أن عدم توفر الوقت والقدرة على التفرغ للكتابة أمر مُعطّل بشكل كبير، مما جعل حصيلة مشروعي الأدبي خلال خمسة عشر عامًا ثلاثة أعمال أدبية فقط وعمل واحد مشترك. كل كتاب نشرته تطلّب مني تحديًا كبيرًا وتضحيات على حساب عملي وأسرتي، وبالرغم من أنها كانت من أجمل التحديات التي واجهتها في حياتي، إلاّ أنني وبكل صدق اختبرت إثرها الفشل لسنوات عديدة اقتربتُ معها من حافة اليأس مئات المرات.
أضافت إيناس حليم: قال لي صديق ذات مرة حين سألته عن تعريف الفشل من وجهة نظره، أن الفشل ليس خسارة جولة أو حتى مئة جولة من جولات الحياة؛ الفشل الحقيقي هو التخلي عن الحلم. وجهة نظر جعلتني أُعيد حساباتي لأكون أكثر إنصافًا مع نفسي ومع أمومتي، لأرى أن الأمومة والمسؤولية بقدر ما كانت مُعطلة خلال تلك السنوات، إلاّ أنها أيضًا فتحت بداخلي نوافذ جديدة وعمّقت بشكل أو بآخر نظرتي للحياة. الأمومة تجعلنا نمتلك حساسية مختلفة تجاه العالم وتمنحنا نُضجًا ما يؤثر على الكتابة وعلى ممارستنا اليومية بشكل عام. وبحسبة أخرى بسيطة وجدتُ أن حصيلتي حتى اليوم هي: ثلاثة أعمال أدبية وعمل مشترك وبيت وطفلين وحلم لا ينتهي، وهذا وإن لم يكن كافيًا، إلا أنه في الحقيقة كنز عظيم.